الرئيسية » في دائرة الضوء »
 
16 تشرين الثاني 2017

النّتائج الاقتصادية لزراعة الأناناس والفييجوا في غزّة

\

غزة- إسلام راضي- بوابة اقتصاد فلسطين

حقق الموسم الأول من مشروع إدخال محاصيل زراعية جديدة في قطاع غزة نجاحا لافتا يتمثل بتحقيق اكتفاء نسبي للاستهلاك المحلي في عدة فواكه منها لأول مرة الأناناس والفييجوا رغم طبيعة الفاكهتين الاستوائية.

والمشروع الذي تموله الحكومة الهولندية جزئيا يستهدف تشجيع المحاصيل الزراعية عالية الجدوى مثل الفراولة والأناناس والأعشاب الطبية تماشيا مع تغييرات المناخ وأزمة المياه المتفاقمة في قطاع غزة.

وعمل مزارعون على مدار الأيام الأخيرة في قطف ما يزيد عن خمسة ألاف حبة من "تفاح الصنوبر" أو كما تعرف باسم الأناناس التي تمثل محصول الموسم الأول لزراعة هذه الفاكهة في قطاع غزة.

تحقيق اكتفاء ذاتي وزيادة الدخل

وكان جرى بدء زرع هذه الكمية قبل أكثر من 14 شهرا داخل دفيئة بلاستيكية في خان يونس جنوب قطاع غزة على مساحة دونم واحدة كتجربة اختبارية تهدف للحد من استيراد هذه الفاكهة من الخارج وتحقيق اكتفاء نسبي للاستهلاك المحلي.

وتقول المهندسة الزراعية دينا شعث إحدى المشرفات على المشروع لموقع "بوابة اقتصاد فلسطين"، إن الهدف من زراعة الأناناس هو إدخال محصول زراعي جديد على قطاع غزة وفي نفس الوقت له مرود اقتصادي ممتاز بما يحسن الدخل للمزارعين.

وتؤكد شعث أن "التجربة أعطت نتائج مرضية جدا وسيتم العمل على توسيعها في المواسم القادمة لتحقيق أكبر قدر من الاكتفاء الذاتي للاستهلاك المحلي من فاكهة الأناناس ومن ثم إمكانية دراسة توسيع نطاق زراعتها للتصدير".

تحاكي ازمة المياه في القطاع

وحول إيجابيات المشروع، تشير شعث إلى أن فاكهة الأناناس تصنف ضمن الصباريات التي تقوى على الأوبئة الزراعية وتستغنى عن إضافات كيميائية على غرار المزروعات الأخرى.

كما أن فاكهة الأناناس تستهلك مياه للري أقل بنسبة 70% عن المحاصيل الزراعية الأخرى "لذلك تعد مجدية اقتصاديًا وملائمة لمراعاة أزمة المياه في قطاع غزة" بحسب شعث.

وكان تم نقل تجربة زراعة الأناناس إلى قطاع غزة بعد نجاح تجربتها أولا في طولكرم في الضفة الغربية، سيما أنها فاكهة تزرع في المناطق الاستوائية لحاجاتها إلى فترات طويلة من أشعة الشمس.

ويقول المرشد العام لمشروع الزراعة المستدامة في غزة سمير الشاعر لموقع "بوابة اقتصاد فلسطين"، إنه تم تعويض متطلبات نضوج فاكهة الاناناس بزراعتها داخل دفيئة زراعية أعدت خصيصا بدرجة حرارة وإضاءة مرتفعة.

ويوضح الشاعر أنهم عملوا على تحضير مسبق للتربة بحراثة الأرض بعمق 50 سم لكسر الطبقة الصماء وتفكيك التربة ومن ثم إضافة سماد عضوي وبعد ذلك تنعيم التربة ووضع مواد التعقيم وصولا لزراعة فسائل الأناناس التي كان تم جلبها من الضفة الغربية.

وتحتاج فسائل الأناناس لنحو أسبوعين لتمتد جذورها في التربة، وبعد نحو 100 يوم تبدأ الفسيلة بالنمو رأسيًا منتجةً ما بين 2 إلى 8 فسائل فرعية أخرى، وبحلول شهرها التاسع تزهر رؤوس الفسائل وتتحول إلى ثمار ويبدأ قطافه في شهره الـ 14وال15.

التقليل من الاستيراد

ويوضح الشاعر أن الهدف من زراعة الأناناس هو الحفاظ على التنوع البيئي والزراعي من خلال إدخال محاصيل جديدة تُدر عائدًا اقتصاديًا بدلاً من الاستيراد والتقليل من دفع العملة الصعبة للخارج".

ويفيد بأن موسم الحصاد للأناناس في موسمه الأول في قطاع غزة وصل إلى خمسة ألاف حبة أناناس تباع الواحدة منها بمبلغ 20 إلى 25 شيقل في السوق المحلي.

كما يبرز أن الفسائل التي تم زراعتها تنتج عل الأقل أربع أضعاف عددها لزراعتها مجددا بما يبشر بزراعة أربعة دونمات الموسم المقبل على الأقل وبما يحقق اكتفاء ذاتي وتحسين المستوى المعيشي ولتصبح فاكهة الأناناس بالمتناول بل والتصدير مستقبلا.

ويضيف "نأمل انتشار تجارب زراعة الأناناس في المستقبل لكسر حدة المحاصيل الزراعية التقليدية ومواكبة التطور الحاصل في الزراعات المعلقة والزراعات المائية وتنويع المحاصيل المزروعة".

وكان تم زراعة الأناناس بموجب اتفاق وقعه اتحاد لجان العمل الزراعي  مع الإدارة العامة للمحررات في قطاع غزة يقضي بتخصيص 15 دونما لزراعة محاصيل جديدة.

الفييجوا الأرجنتينية في غزة

وفي دونم مجاور لفاكهة الأناناس تم لأول مرة قطف ثمرة فاكهة  الفييجوا التي زرعت قبل أكثر منذ 10 سنوات بعد نقلها إلى قطاع غزة من الارجنتين، وأصبح عدد أشجارها يزيد على ألف شجرة.

والفييجوا شبيه بالجوافة لكن مذاقها أكثر تميزا، وهي شجرة استوائية المنشأ لكنها تعيش أيضا في الأجواء الدافئة تحت الاستوائية مما سهل نجاح زراعتها في قطاع غزة إضافة إلى قدرتها على تحمل البرد.

ويبدي المهندس نزار الوحيدي مسئول الإدارة العامة للإرشاد والتنمية في وزارة الزراعة في غزة في تصريحات لموقع "بوابة اقتصاد فلسطين"، سعادته بنجاح تجربة محاصيل زراعية جديدة في القطاع وإمكانية توسيع قائمة الفواكه في المستقبل القريب.

ويوضح الوحيدي أن وزارة الزراعة عملت على مدار الأعوام العشرة الماضية تجريب 30 صنفا جديدا من المحاصيل المختلفة منها المحاصيل الورقية والشجرية ومن أبرزها نبتة (ستيفيا) البديلة للسكر، مشيرا إلى أنه يتم كذلك تجريب النباتات المتسلقة حاليا.

ويقول إن قطاع غزة شهد هذا الموسم إنتاجها مميزا على صعيد زراعة الفاكهة بحيث بلغت المساحة الكلية المزروعة بالفواكه حوالي 90 ألف دونم منها 62 دونم مثمرة وحوالي 38 ألف دونم زراعات جديدة ستدخل طور الإنتاج في الأعوام القادمة.

وبحسب الوحيدي تقدر كمية الفواكه التي تم إنتاجها حوالي 84 ألف طن "تشمل الزيتون" وتشمل أيضا الفواكه المزروعة في الحدائق المنزلية "الزراعة الحضرية وشبه الحضرية" بزيادة عامة تقدر بحوالي 30 ألف طن تعود لدخول مساحات جيدة العام الحالي في دائرة الإنتاج وتحسن الإنتاج بسبب اهتمام المزارعين بعد فتح باب التصدير.

ويضيف أن تقديرات وزارة الزراعة للفجوة في إنتاج الفاكهة للاستهلاك المحلي في قطاع غزة بلغت حوالي 35% وهي تتركز في محاصيل التفاح والموز والمانجو، فيما سجلت الحمضيات تحسنا نسبيا.

ويوضح الوحيدي أنه بلغ عدد محاصيل أنواع الفاكهة الرئيسية والهامشية التي زرعت في قطاع غزة هذا الموسم أكثر من 31 نوعا باستثناء الأصناف داخل النوع الواحد مثل أنوع العنب والتين المختلفة.

\

\

 

مواضيع ذات صلة