الرئيسية » محلي »
 
25 أيلول 2017

القدس المفتوحة تنظم ندوة بعنوان نحو رؤية فلسطينية طويلة المدى للتنمية المستدامة: فلسطين 2050م\r

\

نظمت فضائية القدس التعليمية، اليوم الإثنين، ندوة بعنوان حو رؤية فلسطينية طويلة المدى للتنمية المستدامة: "فلسطين 2050م" وذلك في مقر معهد أبحاث السياسات الاقتصادية الفلسطينية (ماس) برام الله.

قدم الباحث المهندس ياسر الخالدي، خلال ندوة نظمتها فضائية القدس التعليمية تحت عنوان "نحو رؤية فلسطينية طويلة المدى للتنمية المستدامة: فلسطين 2050م"، بالتعاون مع القدس المفتوحة، عرضاً للرؤية التي طورها للمدن الفلسطينية في العقود الثلاثة المقبلة، وقال إن "رؤية 2050" هي خطة مستقبلية لتنمية مستدامة في المدن الفلسطينية، فكثير من دول العالم خاضت منذ زمن بعيد تجربة التخطيط الاستراتيجي طويل المدى لضمان مستقبل أفضل لشعوبها، لكن فلسطين أحجمت عن ذلك بسبب ظروفها المعقدة الناتجة عن الاحتلال الإسرائيلي الذي فرض عليها صعوبات لخوض هذه التجربة.

وبين الخالدي أن الدراسة تهدف إلى وضع نموذج مستقبلي للمدن الفلسطينية في إطار التنمية المستدامة، من خلال الإجابة عن أسئلة رئيسة تضمنتها، وهي: ما هو تعريف التنمية المستدامة؟ وكيف يمكن الوصول إلى الحلول الذكية والشاملة؟

وقال إن الدراسة نجحت بامتياز في الخروج بخطة للتنمية المستدامة للمدن الفلسطينية في السنوات الثلاثين المقبلة، بعد مجموعة من المقابلات التي أعدت بالتعاون مع فضائية القدس التعليمية مع كبار الاقتصاديين والعاملين في حقل الدراسة، وعلى رأسهم الخبير الاقتصادي ومحافظ سلطة النقد الأسبق د. جورج العبد، ورئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمار الفلسطيني د. محمد مصطفى، وغيرهما.

وقدمت الدراسة-وفق ما بيّن الخالدي-مجموعة من الأهداف التي يجب أن يسعى الفلسطينيون للوصول إليها في عدة مجالات، أولها البنية التحتية والبيئة، وثانيها الحكم الرشيد والمؤسسات القوية بهدف الوصول إلى مجتمع حيوي وعصري، ثم منع الكوارث والأزمات ثالثاً.

وقال المهندس الخالدي إن الدراسة خلصت إلى أنه لا يمكن القبول بالوضع الذي يفرضه الاحتلال، ودعت إلى ضرورة الاستعداد للمستقبل من خلال هذه الرؤية للمدن الفلسطينية 2050م، التي تهدف إلى إضاءة الطريق للمسؤولين والباحثين ورجال الأعمال ولكل إنسان فلسطيني، ذلك أن تحقيق معدلات نمو كبيرة ومستدامة في فلسطين أمر ممكن إذا ما بدأنا اليوم في تحويل هذه الرؤية لخطط طويلة والعمل على تحقيق ما يمكن منها وإعادة التخطيط مرة تلو الأخرى إلى أن تنكسر القيود وننطلق نحو المستقبل، والشعب الفلسطيني قادر على ذلك، فهو شعب قادر على صنع مستقبله لأجيالنا القادمة، وسيكمل المسيرة وسيحافظ على هويته وتراثه ويفخر بتاريخه وحاضره رغم التحديات والصعوبات التي يواجهها.

من جانبه، قال بيورن فليب، ممثل البنك الدولي في الندوة، إن الأسلوب المتكامل في مشاريع التنمية يسهم في تحقيقها على نحو أسرع، وسنساعد للبدء بالتخطيط للنمو، وسنعمل في (5) مناطق حضارية في الضفة الغربية: نابلس، ورام الله، وبيت لحم، والخليل، ومدينة غزة، وتابع: "نحن نتحدث عن (1.35) مليون نسمة في (70) بلدية وعشرات المجالس القروية، ومشروعنا يركز على المناطق الحضارية".

وأكد أن الأبحاث تشير إلى أن (80%) من الدخل يصنع في المدن، يقول: "نحاول في هذا البرنامج دعم المدن الفلسطينية، فمن سمات المدن والمناطق الحضارية أن تستهلك الطاقة فيها بشكل سليم، ولكنه يظل استهلاكاً يسيراً إذا غاب التخطيط".

وبين أن (70%) من السكان الفلسطينيين يعيشون في المناطق الحضارية، ولكن أكثر من نصف السكان يعيشون في أقل من (20) منطقة، ونحو (1.9) مليون نسمة يعيشون حول البلديات الكبرى، وهذا استنزاف للموارد.

إلى ذلك، قالت السفيرة هيلدا هارالدستاد، ممثلة النرويج لدى فلسطين، إن المجتمع الدولي يدعم أهداف التنمية المستدامة لرؤية المستقبل الذي نريده، والنرويج تسعى لتحقيق استراتيجية 2030م وتحقيق أهدافها للحد من الفقر المدقع وتعزيز العدالة، والحكومة الفلسطينية تبذل جهوداً كبيرة لتحقيق العدالة والتقليل من نسبة الفقر، وفلسطين من بين المناطق الأكثر إنجازاً في العالم العربي، خاصة فيما يتعلق بمجالات الصحة والتعليم وتعزيز الوضع السياسي والاجتماعي والاقتصادي.

وبينت أن الرؤية التي قدمها الخالدي هي مصدر وعي وإلهام للتخطيط في فلسطين، ونأمل بأنه قبل 2050م سنرى فلسطين مستقلة، ولكي تنجح التنمية يجب إيجاد حلول سياسية للعوائق التي يضعها الاحتلال.

في ختام الورشة، قدم المشاركون مجموعة من التوصيات أبرزها: أهمية عقد مزيد من الورشات الخاصة بتطوير رؤية التنمية المستدامة، وتطوير الاستراتيجيات وخطط العمل وترجمة الرؤية الوطنية حسب احتياجات كل مدينة بناءً على رؤية وطنية شاملة شمولية، والاستفادة من خبرات الدول التي لديها خبرات على المدى الطويل، وإنشاء منتديات كمواقع إلكترونية أو سائط لضمان التواصل المستمر مع القطاع الخاص لتجنيد كل الطاقات، والاستثمار في تكنولوجيا المعلومات وتكاتف جهود الأطراف كلها مع تفادي ازدواجية الجهود بناء على تجارب الآخرين، والدعوة لاجتماعات مع الجهات المختصة وإعداد منشور يشمل جميع العروض والتدخلات التي تناولتها الندوة لتزويد المشاركين والباحثين فيما قيل.

مواضيع ذات صلة