الرئيسية » دولي »
 
08 حزيران 2015

تجار البشر في آسيا يوقفون نشاطاتهم بعد حملة أمنية

\

 

بوابة اقتصاد فلسطين | تخلو أكشاك الانترنت المتهالكة في معسكرات مسلمي "الروهينغا" غرب ميانمار من روادها المتلهفين للمساومة على إطلاق سراح أحبائهم المحتجزين في تايلاند وماليزيا، طمعاً في الحصول على فدية. وقال تون وين وهو شاب يوفر خدمة الاتصالات المرئية من أحد هذه الأكواخ المبنية من الخيزران والقش، إنه "قبل الآن كان يقصدنا يومياً بين 10 و15 شخصاً للتفاوض مع مهربي البشر، أما اليوم لا أحد."

وبات المهربون الذين اقتاتوا لسنوات على مأساة أقلية "الروهينغا" المسلمة عاطلين من العمل، في ظل تراجع إحدى أكبر أزمات الهجرة في آسيا وانحسار موجة الهجرة الجماعية للمهاجرين غير الشرعيين، بعدما كان الاتجار المقيت بهم عملاً رابحاً على مدار الساعة.

ويجتذب هؤلاء المهربون الآلاف من مسلمي "الروهينغا"، وجيرانهم في بنغلاديش للقيام بالرحلة المحفوفة بالمخاطر، في قوارب بدائية تنطلق من الزاوية الجنوبية الشرقية من خليج البنغال، على أمل انتهاء رحلتهم على بر الأمان والحصول على فرص عمل في ماليزيا، بعدما هربوا من الفقر والاضطهاد في بلدانهم. وانتهت الرحلة بالنسبة إلى كثيرين منهم بخطف وحشي، واحتجاز في مخيمات سرية انتشرت على طول الحدود المكسوة بالأدغال بين تايلاند وماليزيا، حيث طرح المهربون مطالبهم مقابل عودة السجناء، وغالباً ما تتم المفاوضات مع أقارب سجنائهم في أكواخ الانترنت الخالية حالياً.

وانكسرت السلسلة أوائل الشهر الماضي، عندما بدأت تايلاند حملة أمنية على تهريب البشر، بعد اكتشاف 33 جثة في قبور سطحية على مقربة من الحدود مع ماليزيا، التي عثرت بدورها بعد أسابيع على 139 قبراً في مخيمات مهجورة في الأدغال على جانبها من الحدود. وقال الجنرال ثاتشاي بيتانيلابوت، الذي يتولى التحقيق في ملف تهريب البشر في ماليزيا إن المهربين "فروا جميعاً."

وقالت الناشطة في منظمة "أراكان بروجكت" التي ترصد حركة القوارب من ولاية راخين في ميانمار، وجنوبي بنغلاديش كريس ليوا، إن "كسر حلقة التهريب أدى إلى انخفاض كبير في القوارب المغادرة لهاتين المنطقتين". وقام حوالى 300 شخص برحلات مع مهربي البشر في أيار (مايو) الماضي مقارنة بنحو خمسة آلاف في نيسان (أبريل) الماضي، وما بين سبعة أو ثمانية آلاف شهرياً في الفترة بين تشرين الثاني (نوفمبر) وآذار (مارس(. ويعتبر كثر أن موجات الهجرة غير الشرعية في جنوب شرق آسيا، لن تتوقف على الرغم من الضربة التي وجهتها الحكومة التايلاندية لتجارة التهريب، إلا إذا عولجت الأسباب الأساسية لها.

ودعا الرئيس الأميركي باراك أوباما، ميانمار الأسبوع الماضي إلى إنهاء اضطهادها لمسلمي "الروهينغا"، الذين يبلغ عددهم 1.1 مليون شخص. وتنفي ميانمار ممارستها لأي سياسة عنصرية ضد أقلية "الرهينغا". ويتدنى عدد الرحلات التي يقوم بها تجار البشر بشكل طبيعي في هذا الوقت من العام مع حلول موسم الأمطار، ولهذا فان الاختبار الحقيقي لمدى فاعلية الحملة الأمنية في كسر حلقة التهريب سيتكشف أكثر في الأشهر القليلة المقبلة.

(وكالات)

مواضيع ذات صلة