الرئيسية » محلي »
 
07 أيلول 2017

إذا لم تصل المياه.. الأغوار على أبواب كارثة

تسعى إسرائيل إلى طرد الفلسطينيين من أكبر التجمعات الزراعية في فلسطين (الاغوار)، وذلك من خلال عدة ممارسات منها تقليص المياه المستخدمة للري..

\

عندما تسطع الشمس في أشهر الصيف الطويلة فوق منطقة الشريط الشرقي للضفة الغربية، فإن الحياة تبدو صعبة للغاية.

تجف البرك الصغيرة، وتبدأ المخلوقات بالبحث عن مصادر مياه متاحة شحيحة في المنطقة التي تقع فوق واحد من الأحواض المائية الرئيسة في فلسطين.

إلا أن الحياة تصبح مستحيلة ليس فقط بسبب الحرارة العالية، لكن بتقييد الاحتلال الإسرائيلي لحركة المواطنين الفلسطينيين عندما يستخدمون مصادر المياه القليلة المتاحة.

وتعاني قرى الأغوار الشمالية وهي مجموعة من القرى الزراعية التي تعتمد على الزراعة المروية بشكل كامل من انخفاض كمية المياه التي يستخدمونها في الري بعد أن حددت سلطات الاحتلال النسبة التي يستخدمونها وخفضتها بشكل كبير.

وعين البيضاء الواقعة في الأغوار الشمالية، والقريبة نسبيا من معبر بيسان من جهة، والحدود الأردنية من جهة أخرى، يعتمد سكانها على الزراعة في المرتبة الأولى وتربية المواشي ثانيا.

ويشكو السكان في هذه القرية الصغيرة من انهيار الاقتصاد المحلي بشكل كامل في أية لحظة، بعد ان توقف ضخ المياه لمزارعهم.

ويسكن في القرية الزراعية والتي تحيط بها مساحات واسعة من الأراضي التي يزرعها المستوطنون، بأنواع مختلفة من الأشجار، 1850 نسمة، حسب ما قال رئيس مجلس القرية، مصطفى فقهاء.

وفي هذه الأيام، بدأ المزارعون بتجهيز أراضيهم الزراعية لبدء موسم زراعي جديد، في وقت ما زالت درجات الحرارة تشتد عند الظهيرة، لكن الحال منذ أيام يشي لصعوبة وينذر بخسائر كبيرة يمكن أن تلحق بالمزارعين، بعد تقليص الاحتلال لحجم وكميات مياه المواطنين والمزارعين.

يقول أحد المزارعين، وهو سعيد عنبوسي، "الحرارة مرتفعة، لا يمكن العيش هنا دون مياه يعني انتحار".

يقول إيهاب دراغمة، كلاما مشابها له "الاحتلال يعرف تماما متى يقلص كميات المياه (..)، الآن بداية موسم وجميع الخضروات ما تزال صغيرة وانقطاع المياه عنها يعني موتها وتكبد خسائر كبيرة".

وبالقرب من عين البيضاء وبردلة والمناطق التي يسكنها الفلسطينيون، تنتشر عدة مستوطنات أقيمت على قمم الجبال المحيطة بها، ولا ننسى أن أول مستوطنة زراعية بالأغوار الشمالية بناها المستوطنون هي ميخولا.

وتسعى إسرائيل من خلال هذه الممارسات إلى طرد الفلسطينيين من أكبر التجمعات الزراعية في فلسطين.

وليست هذه المرة الأولى التي يستولي الاحتلال فيها على مصدر مهم من مصادر الحياة هناك، فالقصة هذه قديمة منذ سنوات، لكن في الفترة الأخيرة صارت كمية المياه لا تكفي بشكل واضح ري المزروعات والمواشي ولا حتى الإنسان.

يقول فقها، كان الاحتلال يعطي 245 مترا مكعبا في الساعة، أما اليوم فتدنت الكمية حتى وصلت ل30 مترا مكعبا.

"كنت اروي مزرعتي البالغ مساحتها 40 دونما مرتين في الأسبوع بواقع 40 مترا مكعبا في الساعة (...)، اليوم كل ثمانية أيام مرة بكمية لا تزيد عن 15 مترا مكعبا في الساعة.

واحتج مزارعو المنطقة على الإجراءات الإسرائيلية التي من الممكن أن تهوي بحياتهم إلى ما وصفوه بمستوى الكارثة.

خلال الوقفة الاحتجاجية التي امتدت لأكثر من ساعتين، رفع أحد المتظاهرين لافتة كرتونية كتب عليها "نريد أن نعيش... نريد أن نشرب".

وخرج العشرات من أهالي عين البيضاء، أمس الأربعاء، في وقفة احتجاج ضد تقليص الاحتلال لكميات المياه التي من حق المواطنين.

يقول مواطنون من القرية إن الاحتلال قلص على مدار أيام كميات المياه، دون حجج واضحة وصريحة.

وكان للوصول اليوم، إلى تلك المنطقة بحاجة لسلك طريق حاجز الحمرا، بعد أن أغلق الاحتلال حاجز تياسير ومنع المواطنين من الوصول إليها.

وفا- الحارث الحصني

مواضيع ذات صلة