المسروجي: كونك امرأة ليس معيقا إنما حافز
منذ عام 2007 وربى مسروجي على كرسي الرئيس التنفيذي لشركة المتحدة للأوراق المالية كأول امرأة تصل لمنصب كهذا، ماذا أضافت وكيف تمكنت من المضي قدما في ظل تحديات لخوض تجربة دخيلة، وكيف استطاعت أن تشكل مثالا لامرأة ناجحة أسريا ومهنيا، رغم اعترافها أنها ليست في قمة توازنها..
حسناء الرنتيسي- بوابة اقتصاد فلسطين
لم يكن اسم العائلة ومكانتها اقتصاديا القائد والبوصلة لربى المسروجي في مسيرتها المهنية، هي المرأة الريادية التي أثبت جدارتها خلال دراستها الجامعية وحصلت على درجة الامتياز بينما كانت الوظيفة تنتظرها تلقائيا في الشركة العائلية.
نجحت ربا المسروجي عام 2007 في استلام منصب مرموق كأول فلسطينية تستلم منصب الرئيس التنفيذي لشركة رائدة في مجال الأوراق المالية وهي الشركة المتحدة للأوراق المالية.
المسروجي أمضت أكثر من 18 عاما في مجال الاقتصاد والأعمال، وهي أم لثلاث بنات وحاصلة على درجة الماجستير في إدارة الاعمال من جامعة بيرزيت، ولم يشكل الجزء العائلي من حياتها أي معيق في ظل وجود الدعم العائلي والمساندة من الأم في تربية البنات والعائلة ككل كمشجع وداعم، بل على العكس تماما لديها من الأعمال المجتمعية ما يبقيها في قمة عطائها دون أن تخل بدورها في مملكتها الأسرية.
ليس حكرا على الرجال
نجحت المسروجي في كسر احتكار الرجال لهذا المجال في القطاع المالي، وبدأت في عملها كمدير عمليات في الشركة، ودفعها الشغف الشديد والتحدي كأول امرأة في هذا المجال المالي المرموق لمزيد من الابداع والإخلاص ومواصلة العمل لساعات طويلة.
وعن خوضها التحدي قالت "مررت بعدة تحديات بين كيف احول شغفي لحقيقية وكيف أغير الصورة النمطية عن العمل في هذا المجال، فهو مجال محفوف بالمخاطر ويحتاج دقة ومتابعة واطلاع وحذر."
خوف وهمي
تصف المسروجي بداياتها بالصعبة، من حيث تعامل الزملاء معها ومن حيث اعتبار هيئة سوق رأس المال لها "قائم" بأعمال مدير عام، وليس مديرا تنفيذيا، وذلك لتخوفهم من اخفاقها، تلك الرهبة قادتها لمزيد من العمل المتواصل لتثبت أنها الاختيار الأفضل.
وبقيت المسروجي عاما كاملا تحت عين ورقابة هيئة سوق رأس المال الى ان اصبحت المدير العام و بعدها بأعوام الرئيس التنفيذي للشركة التي اصبحت في هذا العام من أفضل الشركات العاملة في الأوراق المالية.
المواقف المتعددة مع المسروجي جعلتها توقن أن كونها امرأة هو ميزة وليس معيقا بعكس التوقع السائد، بل كان هناك تقبل وتشجيع في الوسط المالي.
أما عن مدى موازنتها بين العمل والمنزل "انا لست في قمة توازني، أحيانا أنجز بعض الأعمال على حساب عمل آخر او واجب عائلي، لكني أحاول قدر الإمكان التوازن والتماسك لأتمكن من المضي قدماَ."
الإنجاز أين؟
وها هي الان تفخر بإنجازها وتعتبر أهمه بعد سنوات من تسلمها هذا المنصب هو تشكيلها لفريق عمل بكفاءة وإخلاص وتميز عال، "فريق من العظماء" جعلها تيقن أن النجاح لبيس لها أو بسببها فقط، انما هو جهد وشغف وطموح مشترك جعل الشركة في الطليعة.
وتقول "تعمقت في المجال والعمل ودرست اكثر في المجال المالي واستطعت اعداد نمط جديد للعمل، طورت انا وزملائي قسم الأبحاث واصبحنا نعطي الناس معلومات دقيقة حتى يتخذوا قراراتهم المالية بشكل سلس".
وعلى مستوى الشركة استطاعت الشركة بادارتها التوسع وزيادة الفروع وفتح أسواق مالية جديدة، فالشركة لم تكن بتلك القوة حين استلمت ادارتها، بينما الان هي من أقوى الشركات في السوق.
المسؤولية المجتمعية
ومن ناحية المسؤولية الاجتماعية لها وللشركة تجاه بلدها فهي تفخر بكونها عضو في عدة جمعيات ومؤسسات رغم انشغالها ومحبة للعمل في المجال المجتمعي والريادي.
وتعبر أهم ما تقدمه الشركة في مجال المسؤولية المجتمعية هو تدريبها لعدد من الخريجين ممن هم على وشك دخول سوق العمل وتمكينهم في مجال العلوم المالية، من خلال التواصل المستمر وبرنامج ثابت لدى الشركة في التواصل مع جامعة بيرزيت تحديدا، رغم تدريبها أيضا عدد من الطلاب من جامعات أخرى.