مطعم على متن قارب يمثل وجهة سياحية جديدة في غزة
نجح مواطن غزي في تحويل قاربه الذي لا يبحر بسبب قيود الاحتلال الى مطعم ليكون المطعم الأول من نوعه في قطاع غزة، ويتحول منذ افتتاحه حديثا إلى وجهة سياحية مميزة ومتنفسا نادرا للسكان المحاصرين منذ عشرة أعوام.
غزة- إسلام راضي- بوابة اقتصاد فلسطين
أنهى سامي الترتوري عدة سنوات في قارب بحري كبير يمتلكه راسيا في مرفأ غزة -لا يبحر بسبب قيود الاحتلال الإسرائيلي على عمل الصيادين في بحر القطاع- ليبادر باستغلاله بمشروع مطعم.
وأقام الترتوري مشروعه الجديد داخل القارب ليكون المطعم الأول من نوعه في قطاع غزة ويتحول منذ افتتاحه حديثا إلى وجهة سياحية مميزة ومتنفسا نادرا للسكان المحاصرين منذ عشرة أعوام.
ويقول الترتوري لموقع "بوابة اقتصاد فلسطين"، إن اليأس أصابه منذ فترة طويلة في إمكانية أن يعود قاربه للإبحار مجددا ما دفعه للتفكير بمشروع بديل، حتى وجد ضالته بتحويله إلى مطعم.
ويوضح أنه وجد في فكرة إنشاء مطعم على سطح قارب بحري كسر للصورة النمطية المعروفة عن مطاعم قطاع غزة وهو ما جعل الإقبال عليه عاليا رغم حداثة افتتاحه.
وبالنسبة إلى الترتوري فإن مشروعه يجسد شعار "داخل المياه لكن ثابتا على اليابسة" تعبيرا عن الحالة غير الطبيعية التي تعانيها غزة بفعل الحصار الإسرائيلي وقيود التحرك على سكانها برا وبحرا.
ومعروف أن السلطات الإسرائيلية لا تسمح للصيادين في قطاع غزة بالإبحار لأكثر من ستة أميال كما أنها تنتهج بحقهم سياسة تضييق وملاحقة يومية.
وترك ذلك الكثير من القوارب البحرية ذات الحجم الكبير مهجورة في مرفأ غزة بعد توقف أصحابها عن الإبحار بها.
وأطلق الترتوري اسم (لولو روز) على مطعمه داخل القارب الذي يمتد بطول 20 متراً وعرض 8 أمتار، وهو يرسو على لسان بحري صغير قرب مرفأ غزة.
ويتسع المطعم على سطح القارب لنحو مائة زبون، فيما الباحة الخلفية خارج القارب تتسع لما يزيد عن 500 آخرين.
ومن بعيد يظهر القارب المطعم كأنه مركب في غير مكانه ثابتا على اليابسة لا عائما على البحر، وبالاقتراب منه أكثر ستلاحظ أن رواده أناس عاديون يستمعون بقضاء بعض الوقت الجميل.
ويقول أمجد زيدية إنه وجد في المطعم القارب فكرة جديدة على أهل سكان قطاع غزة وتحمس كثيرا أن تجربه عائلته المكونة من ستة أفراد، خاصة لما يتمتع به من طلة مباشرة على البحر.
ويشير زيدية إلى أن فكرة اعتماد المطعم القارب على العامل الطبيعي ممثلا بالبحر أعجبه كثيرا خاصة أن البحر يعد المتنفس الأكبر لسكان غزة والأكثر تأثيرا في المجال السياحي فيها.
وتتنوع وجبات المطعم القارب الرئيسية بين اللحوم والدجاج والمأكولات البحرية المنوعة إلى جانب أصناف الحلويات الرائجة لدى سكان غزة.
وتقول الطالبة الجامعية فاطمة ربحي إن إقبالها على مطعم (لولو روز) جاء كجزء من تحقيق أمنية قديمة لديها بالسفر عبر سفينة الأمر الذي تعجز عن تحقيقه حتى الآن بسبب حصار غزة.
وتعبر فاطمة عن إعجابها بالطريقة غير التقليدية التي أقيم فيها القارب المطعم وهي تتمنى لو كان بإمكانهم أن يبحروا من خلاله لبعض الوقت ليكون الأمر أكثر استمتاعا.
ويشاركها الرأي الشاب فهد عوض الذي حضر للمطعم القارب رفقة ثلاثة من أصدقائه لتناول وجبة عشاء، مبديا إعجابه بجمال منظر الغروب من على سطح القارب.
ويرى عوض أن أكبر ميزة للمطعم القارب أنه كسر نمط الروتين المعتاد في مطاعم غزة، وإن كان يشير إلى أن على القائمين عليه تطوير المشروع أكثر حتى لا يصيب زبائنه بالملل.
ويعرف عن قطاع غزة بانتشار كبير لمشاريع المطاعم والمنتجعات والفنادق السياحية باعتبار أن الاستثمار فيها أمرا رائجا في ظل اعتماده على الطابع الاستهلاكي بفعل الأوضاع الاقتصادية المتدهورة وافتقاد مواطنيه مجالات السياحة الخارجية.
إذ تقلل القيود على المعابر والأوضاع الاقتصادية المتدهورة من خيارات السكان هنا ووجهاتهم السياحية الأمر الذي يجعل المطاعم والفنادق تعتمد بنسب عالية على السياحة الداخلية فقط.
وترصد إحصائيات رسمية وجود أكثر من 300 مطعما وفندقا ومنتجعا سياحيا في قطاع غزة.
لكن يقول اقتصاديون إن الأفكار الخلاقة فقط يمكنها أن تدفع بعجلة الاقتصاد نحو النمو والتطور في وقت تغلق فيه بعض المنشآت السياحية التقليدية أبوابها في قطاع غزة بسبب الركود الاقتصادي المستمر.
وعن ذلك يقول الترتوري إنه يطمح لتطوير مشروعه الذي كلفه حتى الآن مبلغ 120 ألف دولار أمريكي عبر إنشاء طابقين آخرين حتى يتسع المطعم داخل القارب إلى 300 شخصا.