الرئيسية » محلي » في دائرة الضوء »
 
24 تموز 2017

أزمة كهرباء غزة تشل الحركة الشرائية وتكبد المصانع خسائر إضافية

تأثرت الحركة الشرائية في قطاع غزة سلبا بسبب أزمة الكهرباء في القطاع، كما وتكبدت مصانع غزة خسائر كبيرة بسبب الازمة.

\

 

غزة- إسلام راضي- بوابة اقتصاد فلسطين

يلقي تفاقم أزمة انقطاع الكهرباء المستمر منذ عدة أشهر بظلال قاتمة على الحياة في قطاع غزة بما في ذلك زيادة الركود في الحركة التجارية وتدهور العمل في المنشآت الاقتصادية، وهو ما يزيد الأزمة الاقتصادية المستمرة في القطاع منذ عشرة أعوام بفعل الحصار الإسرائيلي.

ويقول أحمد الناجي الذي يدير متجرا للمواد الغذائية في سوق "الشيخ رضوان" وسط غزة، إن العائلات قلصت مؤخرا كميات وأنواع ما تشتريه من كثير من أصناف السلع لديه بسبب عدم توفر كهرباء معظم ساعات اليوم.

ويشير الناجي إلى أن سلعا مثل المجمدات والألبان والأجبان عادة ما يتم الشراء منها ما يكفي كل عائلة لمدة أسبوع تقريبا، لكن بسبب أزمة الكهرباء وتعرض تلك السلع للتلف سريعا قلصت العائلات ما تشريه إلى الحد الأدنى الممكن.

وفي السياق يشتكى حمادة جبر الذي يدير محلا لبيع الخضروات والفواكه من تراجع كبير في معدلات البيع لديه وأمثاله من التجار في سوق "فراس" الشعبي بسبب أزمة انقطاع الكهرباء.

ويقول جبر إن معدلات البيع متراجعة أصلا منذ فترة طويلة بفعل البطالة وتقليص الرواتب لكن أزمة الكهرباء مست حتى الأصناف الأساسية التي لا يستغنى عنها الناس مثل الخضار والفواكه.

ويضيف أن أغلب ما يتم شرائه من محله حاليا لا يزيد عن كيلو جرام واحد أو اثنين في أحسن الأحوال من كافة أصناف البضائع بسبب شكوى العائلات من تعرض تلك البضائع للتلف بدون كهرباء وثلاجات خصوصا في ظل اشتداد موسم الصيف.

ويعاني قطاع غزة من تفاقم حاد في أزمة انقطاع الكهرباء منذ شهر أبريل الماضي على أثر توقف محطة التوليد الوحيدة فيه. كما قلصت إسرائيل مؤخرا نحو ثلث ما تزود به القطاع من طاقة كهربائية.

ووفقاً لشركة توزيع الكهرباء في غزة، تبلغ احتياجات القطاع من الطاقة الكهربائية حالياً أكثر من 500 ميجا وات، فيما ما هو متوفر لا يزيد عن 90 ميجا وات، ما يجبرها على اعتماد جدول وصل للكهرباء لا يزيد عن ثلاث ساعات يوميا فقط.

ويقول المواطن حماد بدر الذي يعيل عائلة مكونة من 11 فردا إنه اعتاد على الذهاب إلى السوق مرة واحدة في الأسبوع لتخزين الخضروات والفواكه واللحوم والدجاج، لكن التفاقم الشديد في أزمة انقطاع الكهرباء أجبره على تغيير عادات التسوق بشكل جذري.

ويضيف حماد أن زوجته ظلت تشتكى من تلف ما تخزنه من أصناف طعام في ظل أن الثلاجات لا تعمل تقريبا ما أجبره على التسوق كل يوم والاكتفاء بشراء مستلزمات وجبة واحدة فقط مع الاستغناء على أي كمليات خاصة المهددة بالتلف سريعا. 

كما أدى انقطاع الكهرباء لساعات طويلة إلى تدهور العمل في المنشآت الاقتصادية التي تعتمد في آلية انتاجها على الطاقة الكهربائية، وأدى ذلك إلى مزيد من التدهور الاقتصادي الذي يعاني منه القطاع.  

وإلى جانب ضعف القوة الشرائية فإن القطاع التجاري يشهد المزيد من التأزم بفعل الأعباء المالية التي يتحملها أصحاب المتاجر للصرف على وسائل الكهرباء البديلة. 

وعلى صعيد القطاع الصناعي أدى انقطاع التيار الكهربائي إلى زيادة تكلفة الإنتاج وانخفاض الطاقة الإنتاجية للمصانع، ما نجم عن ذلك توقف العمل في عشرات المصانع الموسمية لهذا الصيف بشكل كامل خاصة في صناعة الايس كريم والمثلجات والعصائر. 

كما انعكس انقطاع الكهرباء سلباً على عمل مزارع الدواجن وعمليات الإنتاج والتفريخ، ومطاحن القمح ومصانع الأعلاف ومصانع منتجات الألبان.

ويشتكي يحيى أبو كميل مدير الإنتاج في مصنع "الجليل للألبان والأجبان" في غزة من تراجع كبير في مبيعاتهم، وبالتالي إنتاج المصنع خلال الأشهر الثلاثة الماضية بما في ذلك خلال شهر رمضان الماضي رغم أنه يعتبر موسما مهما وذلك بسبب تفاقم أزمة الكهرباء.

ويشير أبو كميل إلى أن الأجبان تفسد بسرعة إذا لم يتم تبريدها بشكل صحيح، وعندما يحصل الناس في غزة على اقل من ثلاث ساعات من الكهرباء يوميا، فإن كميات كبيرة تفسد قبل فترة طويلة من تاريخ انتهاء صلاحيتها.

ويوضح أنهم في محاولة للتكيف مع الوضع، ركزوا عملهم على إنتاج الجبن المملح بسبب إمكانية تخزينها لفترة أطول، لكن مع ذلك فإن الأمور لا تعمل بشكل جيد بحيث أن 30% من إنتاج المصنع يتم إرجاعها عبر شاحنات التوزيع، بعد أن كان 5% فقط العام الماضي.

في المقابل وعلى نهج "مصائب قوم عند قوم فوائد" فإن مصنع "صبرا للثلج" في غزة يشهد انتعاشا قياسيا في عمله، إذ لم يعد الطلب على إنتاجه كتلا جليدية كبيرة يقتصر على المطاعم وصيادي الأسماك ومصانع الأغذية بل وحتى من العائلات.

ويقول محمود صبرا وهو مهندس مسؤول عن الصيانة في المصنع إن "هناك طلب أكثر من الناس في شهور ذروة الصيف الحالية بسبب تفاقم أزمة الكهرباء وعدم توفر طاقة لعمل الثلاجات لدى العائلات".

ويضيف صبرا أن عملهم في المصنع يعتمد كليا على مولدات الديزل التي يتم تشغيلها معظم ساعات النهار ورغم أن ذلك يزيد أعباء تكاليف الإنتاج فإنه لا بدائل لديهم باعتبار أن انقطاع الكهرباء سيعني مباشرة ذوبان الثلج وبالتالي تضرر العمل وخسارة الزبائن.

 

مواضيع ذات صلة