الرئيسية » في دائرة الضوء »
 
03 تموز 2017

سمايل كتشن.. أول مركز لتعليم فنون الطهي في قطاع غزة

إطلاق مركز متخصص بتعليم فنون الطهي في غزة وصاحبته مواطنة غزية .. وقد أصبح المشروع الأول والوحيد من نوعه لتعليم فنون الطهي في قطاع غزة. ويتيح المركز تلقي دورات متنوعة في مجال طهي الطعام مقابل رسوم مالية على يد طهاة متخصصين.

\

غزة- إسلام راضي- بوابة اقتصاد فلسطين

تحولت رغبة السيدة نور ناجي البطة من قطاع غزة في تلقي دورة متخصصة في تعليم مهارات وفنون طهي الطعام إلى مشروع مركز تدريبي يحظى بإقبال العشرات.

فقبل أكثر من عامين وبعد فترة قصيرة من زواجها، بحثت نور (27 عاما) عن مركز تتقدم إليه للحصول على دورة في مجال طهي الطعام في قطاع غزة لتطوير مهاراتها في ذلك، لكنها لم تجد.

حينها بدأت فكرة إطلاق مركز متخصص بتعليم فنون الطهي تراود نور التي تقول لموقع "بوابة اقتصاد فلسطين"، إنها طرحت الأمر على زوجها فشجعها للتعاون معها حتى تحول الحلم إلى واقع قبل نحو 10 أشهر.

ويعد مركز (سمايل كتشن) التدريبي الذي تشرف عليه نور، المشروع الأول والوحيد من نوعه لتعليم فنون الطهي في قطاع غزة. ويتيح المركز تلقي دورات متنوعة في مجال طهي الطعام مقابل رسوم مالية على يد طهاة متخصصين.

وتروى نور أنها افتتحت المركز بداية بأدوات وإمكانيات بسيطة داخل قاعة صغيرة في مركز للغات يديره زوجها، ثم عملت تدريجيا على تطويره مستفيدة من تزايد إقبال الراغبين في تلقي دورات متخصصة في أسس طهي الطعام.

وبعد شهرين من افتتاحه، انتقلت نور بمركزها التدريبي إلى مقر مستقل خاص بها، وسريعا ما حصلت على ترخيص رسمي من وزارة العمل في غزة كأول مركز متخصص في مجال دورات تدريب في طهي الطعام وإعداد الحلويات بأنواعها المختلفة.

والنسبة الأكبر من دورات مركز (سمايل كتشن) تشتمل على 30 ساعة تدريب موزعة على 10 لقاءات، واستفاد منها بحسب نور ما يزيد عن 200 متدرب ومتدربة.

ويخضع المتدربون في نهاية الدورات لاختبارات عملية للحصول على شهادة معتمدة من وزارة العمل.

\

وتشير نور إلى أن عدد الطباخين المهرة في قطاع غزة محدود بسبب عدم المقدرة على السفر إلى الخارج للالتحاق بكليات ومعاهد فندقية وتطوير مهاراتهم في الطهي جراء الحصار الإسرائيلي المستمر على القطاع منذ منتصف عام 2007.

وتوضح أن هذا الواقع أدى إلى توفر العديد من الشواغر الوظيفية لدى المطاعم والفنادق والمنتجعات السياحية في قطاع غزة، وهو ما يعمل المركز على استغلاله في تطوير إمكانيات الملتحقين لديه.

ومن العقبات التي يواجهها المركز أزمة التيار الكهربائي الذي يعطل الأجهزة الكهربائيّة المستخدمة في إعداد الطعام والحلويات، عدا عن انقطاع غاز الطهي من حين لآخر.

ولا يقتصر نشاط مركز (سمايل كتشن) على تعليم أساسيات ومهارات إعداد المأكولات والحلويات، بل تتضمن كذلك صناعة بعض المواد الغذائية الخام التي تستخدم في الطعام.

وتطمح نور في تحويل المركز مستقبلا إلى أكاديمية تكون الأولى من نوعها في تعليم فنون الطهي على مستوى فلسطين بعد الحصول على اعتماد رسمي من وزارة التربية والتعليم.

وهي توضح أن المتقدمين للدورات لدى المركز يتوزعون بين نحو 30% ربات بيوت، والباقي من فئة الشباب سواء ذكور أو إناث من الراغبين بإطلاق مشاريع طهي وجبات طعام صغيرة خاصة بهم أو للعمل في مطاعم.

ومن هؤلاء الشاب أدهم محمد الذي تلقي دورة متخصصة في طهي وجبات الطعام الشرقية والغربية وحصل بعدها على فرصة عمل شيف في أحد فنادق مدينة غزة الراقية.

\

ويقول أدهم لموقع "بوابة اقتصاد فلسطين" إنه كان يعمل في مجال التنظيف في الفندق نفسه منذ نحو عام ونصف ثم رغب بتطوير مجاله من خلال تعلم أساسيات طهي وجبات الطعام لزيادة راتبه ومكانته.

ويضيف أنه تعلم في مركز (سمايل كتشن) مهارات عديدة تتعلق بطهي الطعام من حيث كافة الخطوات المطلوبة ثم وجد سهولة كبيرة في تعزيزها لديه عبر ممارساتها عمليا بعد ذلك ليقنع القائمين في الفندق على تعيينه في مكان جديد.

أما الشاب طلال محسن فإنه يقول إنه فضل الالتحاق بمركز (سمايل كتشن) لحبه الكبير لمجال الطهي وكبديل من التدريب العملي في أحد المطاعم كونه سيستغرق منه وقتا وجهدا أطول.

ويشير طلال إلى أنه يتوقع أن يكون أكثر إقناعا لأصحاب الفنادق أو المطاعم عند التقدم إليهم بطلب عملهم عندما يكون حصل على دورة متخصصة، مبينا أنه يطمح كذلك في الالتحاق بدورة ثانية لتعلم أساسيات إعداد الحلويات.

ويعرف عن قطاع غزة بانتشار كبير لمشاريع المطاعم والمنتجعات والفنادق السياحية باعتبار أن الاستثمار فيها أمرا رائج في ظل اعتماده على الطابع الاستهلاكي بفعل الأوضاع الاقتصادية المتدهورة وافتقاد مواطنيه مجالات السياحة الخارجية.

وترصد إحصائيات رسمية وجود أكثر من 300 مطعما وفندقا ومنتجعا سياحيا في قطاع غزة تستقطب مئات الشبان للعمل لديها بمجالات مختلفة.

 

مواضيع ذات صلة