السنابرز المبدعون.. تحت أعين الشركات ورجال الأعمال
في المقال نسلط الضوء على التغيرات التي بدأت تحصل بشكل واضح في اهتمام بعض الشركات ورجال الأعمال بـ "السنابرز" للمساهمة في تسويق منتجاتهم، إضافة إلى عرض نماذج نجاح لبعض الاشخاص على "السناب شاب" ممن استطاعوا ان يستخدموه بشكل جيد لتوسيع أعمالهم.
بوابة اقتصاد فلسطين - عماد الرجبي
أحيانا أقول إنها سطحية، ماذا أفعل وكيف أضيع وقتي في مشاهدة فيديوهات لـ "سنابرز" لا أعرفهم على تطبيق السناب شات؟ ولماذا أشدُّ في متابعة بعضهم ممن ليس لديهم أيُّ موهبةٍ حقيقية؟
لربما، يأتي عنصر التشويق في المتابعة لأن هناك "سنابرز" يختصون في قضية معينة تستحوذ على واحدة من اهتماماتي، وهناك آخرون لا يطرحون شيئا إنما عنصر التشويق يأتي من الكاريزما الخاصة بهم وما يتميزون به من "خفة بالدم".
لكن في ذات الوقت أتساءل: ألا يتعب "السنابرز" من رفع عشرات الفيديوهات يوميا للمتابعين؟ وماذا يحققون؟ لا يمكن الإجابة على ذلك من منطلقي -في بداية المقال- بوصف ما يجري بأنه سطحية أو تضييع للوقت، انما هم صراحة: مبدعون.
مبدعون، لأنهم تمكنوا من استغلال التكنلوجيا المتمثلة في وسائل التواصل الاجتماعي وخاصة "السناب شات" في التسويق الناجح لذاتهم وأعمالهم من خلال: عرض مواهبهم، والجوانب الايجابية في شخصياتهم و"الكاريزما" التي يفقدها الكثيرون لكسب ثقة المتابعين؛ بتالي زيادة نجاحهم وتمكينهم أكثر في مهنهم.
فمثلا، نجحت اخصائية التغذية "نسرين" من القدس المحتلة عبر السناب شات بالعمل بشكل الكتروني في متابعة اشخاص يعانون من مشاكل في الوزن بدلا من العمل التقليدي في مركز او بفتح عيادة خاصة. وأيضا، هناك أخصائية التجميل "أسيل" التي استطاعت أن توظف "السناب شات" لعرض مهاراتها وزيادة ثقة المتابعين بها. وفي القائمة كذلك الشاب المصور "اندراوس" من بيت لحم، وأيضا "لانا" التي تستخدم التطبيق لعرض وبيع الحقائب النسائية المتميزة. بل وأكثر من ذلك، أصبح بعض الأطباء في الدول المجاورة يستخدمون "السناب شات" لتعريف الناس بهم عن طريق "السنابرز" المشهورين وقد تنتقل ذات الطريقة في المستقبل إلى فلسطين.
في المقابل هناك "سنابرز" لا يتميزون بتخصص معين إنما استطاعوا أن يكسبوا ثقة عشرات آلاف المتابعين من خلال "الكاريزما" الخاصة بهم. وهؤلاء منتشرون أكثر في الدول الأخرى.
يبدو أن المستقبل لـ "السنابرز". فابداع هؤلاء الاشخاص القادمة من الثقة التي اكتسبوها جعلهم محط اهتمام الكثير من الشركات المحلية والعربية والدولية للترويج لسلعهم. في فلسطين، يتضح ذلك عبر بدء اهتمام المستثمرين والتجار بهم المتمثل مثلا: بارسال دعوات لهم للمشاركة في افتتاح محال أو مركز ما أو تذكرهم بهدايا، وأحيانا تنظم شركات دولية رحلا خاصة لهؤلاء المشهورين حتى يعرضوا لمتابعيهم الأجواء في تلك البلاد لتشجيع السياحة. وفي تغير ظهر جليا في شهر رمضان قامت العديد من المحال التجارية بإعداد مسابقات عبر "السنابرز" بدلا من التوجه للإعلانات عبر وسائل الاعلام التقليدية. وأيضا بعض "السنابرز" فعلوا ما عجز عنه آخرون في الشهر الفضيل عبر اعلان لمبادرات خيرية لفئات تحتاج إلى المزيد من الدعم، كأطفال مرضى السرطان.
وهناك من "السنابرز" خارج فلسطين يفتحون باب الاعلانات للشركات والمحال مقابل مبلغ معين لكن حتى هؤلاء يؤكدون أنهم لا يقبلون بوضع أي اعلانات إلا إن كانت مفيدة، حتى لا يفقدوا ثقتهم أمام المتابعين.
لذلك، ليس من المستبعد أن تركز الشركات الكبرى أو أصحاب المشاريع المتوسطة والصغيرة في خططهم المستقبلية بشكل واضح على تشغيل او التعاقد مع "السنابرز" المؤثرين للمساهمة في الترويج لسلعهم الجديدة لا سيما وأن كل شخص من "السنابرز" يمتلك ثقة عشرات آلاف الأشخاص التي تكونت مع الزمن بعيدا عن الاعلانات التي لم يطرحها السناب شات حتى يوم نشر المقال. والثقة في التسويق من أهم الأمور لكسب والتأثر بالآخرين.
يشار إلى أن انتشار "السنابرز" في فلسطين ليس كثيرا مقارنة بالدول الاخرى بسبب عدم توفر ترددات الجيل الثالث والرابع لكن قد نبدأ نشهد هذه الظاهرة عقب بدء العمل بتلك الترددات. وهنا لا بد من التذكير أن "السنابرز" حتى ينجح من المهم أن يتخصص في أمر معين كالرياضة أو التكنلوجيا أو الاقتصاد.. وفي حال عدم وجود التخصص من الهام أن يمتلك "الكاريزما" التي تقربه من الآخرين، حتى لا يتم مسح "السنابرز" من القائمة بعد وقت قصير.