غزة.. شبان يعملون خطّابة مقابل 200 دولار على كل عقد زواج
شبان غزيون أنشأوا موقعا للزواج على الانترنت، ويستفيد القائمون على الموقع ماديا بالحصول على مبلغ 200 دولار أمريكي عن كل عقد زواج.
غزة – إسلام راضي- بوابة اقتصاد فلسطين
ينشط الشاب هاشم شيخه من قطاع غزة في مجالات الربح عبر الانترنت منذ عدة سنوات، ودفعه اهتمامه بهذا المجال مع صديقين له إلى فكرة غير مسبوقة بإطلاق موقع للتعارف بغرض الزواج.
يحمل الموقع اسم (وصال للخطوبة والزواج) ونجح خلال عدة شهور قليلة من إطلاقه برعاية أكثر من 160 عقد زواج، فيما بلغ عدد زوار الموقع نحو ربع مليون شخص.
ويستفيد القائمون على الموقع ماديا بالحصول على مبلغ 200 دولار أمريكي عن كل عقد زواج، لكنه يقول إن الفائدة المعنوية مهمة كثيرا لديهم لما يحمله الأمر من "ثواب وعمل خير"، كما أنهم يخططون لتوسيع عملهم في المستقبل القريب.
ويروى شيخه (34 عاما) لموقع "بوابة اقتصاد فلسطين"، أنه وصديقيه القائمين على موقع وصال تعرفوا على شريكات حياتهم وتزوجوا بهن عبر منتديات خاصة بالتعارف من أجل الزواج على موقع التواصل الاجتماعي "الفيسبوك".
ويقول شيخه إنهم كانوا قد أطلقوا تلك المنتديات بداية عام 2016 نظرا لرغبته الشخصية في العثور على زوجة مناسبة له كون أن والدته متوفية ولا يستطيع الزواج بالطريقة التقليدية المعتادة في غزة.
ويضيف أنهم بعد فترة قصيرة وجدوا تجاوبا كبيرا مع منتديات الزواج عبر "الفيسبوك" بل أنهم اتفقوا بعد فترة من الوقت مع عدد من النساء العاملات في مجال الخطابة للتعاون معهم.
ولاحقا قرر الشبان الثلاثة إطلاق موقع إلكتروني رسمي خاص بالتعارف بغرض الزواج.
ويتصدر الموقع شعار (معكم..... وبكم ..... نحقق أحلامكم ..نتمنى لكم السعادة من إدارة موقع وصال).
مضمون الموقع
تقوم فكرة موقع وصال على نشر معلومات شخصية تفصيلية لكل راغب بالزواج من الجنسين وتقديم طلب بذلك، على أن تشمل المعلومات لون الجلد والعينين والوزن والطول، إلى جانب الحالة الاجتماعية وما يطلبه من مواصفات بالشريك الآخر المنشود.
وتوثق الطلبات المقدمة وما تضمنته من مواصفات بأرقام متسلسلة كبديل عن إحراج نشر الأسماء علنا.
ويحصل الرجل المعني بالزواج في الموقع على عنوان الشابة في حال كتب كلا الطرفين تعليق "إعجاب" فيما بينهما، وبعد مرور 48 ساعة يمكن أن يقترح الزواج على الشابة. لكن يلاحظ أن الموقع لا يسمح للمتصفحين التحدث بشكل شخصي فيما بينهم، إذ يجب أن يتم اللقاء بين الأشخاص وجها لوجه وفق الطريقة التقليدية.
كما أن الموقع لا يتضمن نشر صورا لمستخدميه. ويقول شيخه عن ذلك إنهم يحصرون على أن يمون الموقع ملتزما بالضوابط الشرعية ولا يخالف عادات وتقاليد المجتمع الفلسطيني المحافظ خاصة وهو ينشط في مجال بالغ الأهمية والحساسية مثل الزواج.
تطور طبيعي
يعتبر شيخه أن إطلاق موقع وصال وتخصصه بقضية حساسة مثل الزواج أمر طبيعي إذا ما تم مقارنة ذلك بمكانة الانترنت حاليا وتطور وسائل الاتصال وانتشارها القياسي بين مختلف فئات المجتمع.
ويشير إلى أن موقع وصال يوفر نافذة تسهيل للزواج بتغلبه على الطرق التقليدية التي غالبا لا تتيح فرص التعرف في دائرة واسعة للشريك المحتمل.
ويضرب مثلا بذلك بأن الزواج بين العائلات المتباعدة جغرافيا مثل جنوب وشمال قطاع غزة كان محدودا جدا في السنوات الماضية وهو ما سعى موقع وصال إلى إلغائه بتقريب المسافات.
أكثر المهتمين
يقول شيخه إن تقديم الطلبات للراغبين في الزواج لا يقتصر على الشبان فقط بل إن عائلات الكثير منهم هم من يبادرون للبحث عن عروس مناسبة لأبنائهم، كما أن الكثير من الأمهات يقدمن طلبات خاصة ببناتهن.
ويوضح أن نشاطهم الأكبر يتعلق بعوانس ومطلقات ومطلقين وأرامل كانوا يعانون عقبة الزواج، مشيراً إلى أنه في معظم حالات الزواج تنضم زوجة ثانية أو ثالثة لحياة زوجية وهناك القليل من حالات الزواج بين العزاب.
وعادة ما يتراوح عمر المعنيين بالزواج بتقديم طلب بذلك لموقع وصال بين 20 حتى 60 عاما، ويلاحظ لدى تدقيق الطلبات المنشورة على الموقع الاهتمام البالغ بوجود وظيفة من عدمه لدى العروس.
مبادرات لحملات توعية
إلى جانب دوره في إتاحة المجال للتعارف بغرض الزواج فإن موقع وصال يهتم بإطلاق حملات توعية ذات علاقة بمجاله.
ويقول شيخه إن حملتهم الرئيسية تتركز على تخفيض قيمة المهور للعرسان وذلك كمراعاة للأوضاع الاقتصادية المتدهور في قطاع غزة بفعل الحصار الإسرائيلي المشدد المفروض منذ عشرة أعوام.
ويوضح أن أغلب الزيجات التي توسط فيها موقعهم خاصة للمطلقات والأرامل تمت بمبالغ مهور شبه رمزية لا تتجاوز ألف دينار أردني.
ويضيف أنهم أطلقوا كذلك حملة للحث على تعدد الزوجات "تماشيا مع الشريعة الإسلامية ولاستيعاب العدد الكبير من الأرامل والعوانس في مجتمع قطاع غزة".
كما يشدد شيخه على تركيزهم على إلغاء عادات اجتماعية "غير منطقية وتخالف الشريعة" مرتبطة بقضايا الزواج مثل النظر بسلبية لكبار السن عند رغبتهم بالزواج خاصة النساء رغم أن في ذلك عفة وسترة لهن.
طموحات للمستقبل
يعمل شيخه وطاقم إدارة موقع وصال على توسيع مجاله ويطمحون قريبا لاستغلال انتشاره والإقبال المتزايد عليه في دعم حملاتهم المرتبطة بقضايا الزواج والنظرة الاجتماعية لها.
كما أنهم يعملون على جذب إعلانات تجارية مدفوعة ذات علاقة باحتياجات الزواج مثل أصحاب صالات الأفراح ومحلات الكوافير وغيرهم لتأمين مصدر دخل يمكنهم من توسع عمل الموقع لاحقا.
ويشار إلى أن التسجيل وتقديم طلبات للراغبين بالزواج عبر موقع وصال يتم بالمجان، ويقول شيخه إنه يمكن أن يتم فرض رسوم مالية رمزية على الطلبات مستقبلا لكن الأمر بحاجة لمزيد من الوقت والدراسة.