مبادرات لأسواق خيرية تكسر الطابع الإغاثي التقليدي في غزة
أسواق خيرية في غزة تقوم على مساهمة أهل الخير وتجار بكميات من مستلزمات العيد بأسعار رخيصة ويتولى القائمون على هذه الأسواق مهمة البيع مقابل هامش ربح بسيط.
غزة- إسلام راضي – بوابة اقتصاد فلسطين
عملت مبادرات لجمعيات خيرية وأخرى شبابية في قطاع غزة على كسر الطابع الإغاثي التقليدي في تقديم مساعدات للعائلات الفقيرة لهذا العام في شهر رمضان المبارك.
ومن بين تلك المبادرات سوق خيري نظمته جمعية (إسناد المجتمع) الخيرية في خان يونس جنوب قطاع غزة بغرض إعانة العائلات الفقيرة من خلاله في سابقة تعد الأولى من نوعها على مستوى قطاع غزة.
وفي داخل مشروع السوق الخيري تكدست كافة أصناف المواد الغذائية الخضروات والفواكه وحتى اللحوم الطازجة إلى جانب حلويات القطايف وذلك خصيصا للعائلات المستفيدة على مدار ثلاثة أيام.
ويمر المتسوقون الذين حصلوا مسبقا على قسيمة شرائية على كل أجنحة السوق لتتناول أيديهم أصناف المواد المختلفة حسب حاجة بيوتهم بموجب منحهم كامل حرية الاختيار والتسوق بديلا عن كوبونات المساعدات التقليدية المحددة سلفا لجميع المستفيدين.
وبعد الانتهاء من التسوق يتجه المستفيدون إلى المحاسب الذي يجلس خلف مكتب على مدخل السوق ليتأكد من تطابق قيمة المواد التي حملها المتسوقون مع القسيمة الشرائية.
وأبدت زهرة النجار في نهاية الخمسينات من عمرها سعادتها لاقتناء الكثير من مستلزمات عائلتها المكونة من 12 فردا من داخل السوق الخيري وفق اختيارها وأولويات احتياجاتها.
وقالت النجار لموقع "بوابة اقتصاد فلسطين"، إنها اقتنت معلبات غذائية وخضروات وكمية من اللحوم تحتاجها لتوفير احتياجات عائلتها من الطعام في شهر رمضان، معبرة عن إعجابها بفكرة السوق الخيري في ترك مجال الاختيار للعائلات المستفيدة بنفسها.
وقال مستفيدون آخرون من مشروع السوق الخيري إنهم شعروا بحفظ كرامتهم أكثر عبر ترك مجال الحرية لهم في شراء احتياجاتهم من دون تدخل الجهات القائمة على توزيع المساعدات.
وقال بلال قديح مدير جمعية "إسناد المجتمع" الخيرية إنه استفاد من مشروع السوق الخيري 550 عائلة فقيرة من سكان مدينتي خان يونس ورفح جنوب قطاع غزة.
وذكر قديح، أن مشروع السوق تم تمويله من مؤسسة خيرية في جنوب أفريقيا بإجمالي مبلغ 35 ألف دولار أمريكي بهدف مساعدة العائلات الفقيرة على تجاوز المصاعب الاقتصادية الكبيرة التي تواجهها.
وأكد قديح أن "قطاع غزة بحاجة إلى مضاعفة مبادرات الدعم المالي والخيري لسكانه في ظل المعدلات القياسية للفقر والبطالة بين سكانه، ما يتطلب أن تكون مشاريع المبادرات الخيرية على مدار العام".
من جهته أكد أحمد العباسي ممثل جمعية "وقف الواقفين" الجنوب أفريقية، أن مبادرة السوق الخيري جاءت في ظل التردي القياسي للأوضاع المعيشية لسكان قطاع غزة جراء تشديد الحصار وإجراءات الإغلاق المتواصل منذ سنوات.
وتقول منظمات إنسانية تنشط في غزة إن احتياجات مواطني القطاع للدعم الخارجي والمبادرة الخيرية تبقي مستمرة وآخذة بالاتساع مع استمرار الحصار الإسرائيلي وما يتضمنه من قيود على جهود إنعاش الأوضاع الاقتصادية فيه.
ويعاني قطاع غزة الذي يقطنه أكثر من اثنين مليون مواطن من حصار إسرائيلي مشدد منذ منتصف عام 2007 إلى جانب تداعيات سلبية لاستمرار الانقسام الفلسطيني الداخلي منذ ذلك الوقت.
ودفع الحصار وتعرض قطاع غزة إلى ثلاثة حروب إسرائيلية متتالية إلى أن تصبح البطالة فيه من الأعلى عالميا بحيث تجاوزت أكثر من 43% من مواطنيه، وارتفاع معدلات الفقر لأكثر من 65%.
وعمدت مجموعة شبابة بالتنسيق مع جمعية خيرية على إقامة سوق شعبي يقوم على توفير ملابس جديدة لعيد الفطر المقبل ومستلزماته المختلفة لأكثر من 300 عائلة فقيرة تسكن في الأحياء الغربية لمدينة غزة بشكل مجاني دون أي مقابل مادي.
وجمعت مبادرة السوق الذي ضم عدة محلات وبسطات مختلف متطلبات عيد الأضحى مثل الملابس بمختلف أنواعها والأحذية وحلويات العيد والمكسرات بأشكالها المتعددة فضلاً عن مستلزمات التجميل والإكسسوارات النسائية والعطور.
وقال هيثم كباجة رئيس جمعية (الأنوار للإغاثة والتنمية) الجهة المنظمة للسوق إنهم استهدفوا التخفيف من معاناة سكان قطاع غزة في ظل المعدلات القياسية من الفقر والبطالة.
وأفاد كباجة لموقع "بوابة اقتصاد فلسطين"، بأن فكرة السوق تقوم على مساهمة أهل الخير وتجار بكميات من مستلزمات العيد بأسعار رخيصة بينما يتولى القائمون على السوق مهمة البيع مقابل هامش ربح بسيط.
وأشار كباجة إلى أن الأرباح المادية التي تتحقق من عمليات البيع تتحول إلى قسائم شرائية توزع على العائلات الفقيرة والمحتاجة حتى يتوفر لها شراء مستلزمات العيد من السوق بالمجان.
وفي الوقت الذي يتمكن فيه السوق الشعبي من تأمين كسوة العيد لعشرات العائلات الفقيرة فإنه نجح كذلك في توفير فرص عمل مؤقتة لنحو 40 شاباً عاطلاً عن العمل من خلال تكليفهم بإدارة أقسام السوق والإشراف على عمليات البيع.
وبموازاة ذلك اختارت جمعيات خيرية توزيع كوبونات مساعداتها لهذا العام على العائلات الفقيرة في غزة عبر قسائم شراء من المتاجر الكبيرة مع ترك مجال الاختيار لتلك العائلات باختيار ما يناسبها بحسب قيمة الكوبونات.