عاطلون في غزة يستغلون فرص العمل الموسمية في رمضان
يلجأ غزيون عاطلون عن العمل لاستغلال رواج بعض السلع في شهر رمضان للعمل فيها، كبيع القطايف والعصائر والأهلة.
غزة- إسلام راضي- بوابة اقتصاد فلسطين
ويمارس الشقيقان رحيم مهمة المسحراتي منذ أربعة أعوام على التوالي من أجل تنبيه سكان المخيم بقرب وقت الإمساك الذي يترافق مع آذان الفجر وهما يقرعان طبلة لإخراج إيقاع خاص بمهمتهما.
ويقول الشقيقان لموقع "بوابة اقتصاد فلسطين"، إنهما يحبان شهر رمضان كثيرا وعادتهما السنوية بممارسة مهمة المسحراتي خلاله لما يلقوه من تفاعل وتقدير من الأهالي خاصة عندما يرددان تراتيل للتوعية بأهمية الصيام وعبادة الله.
ويخرج الشقيقان من منزلهما عند الساعة الثانية قبل الفجر كل يوم ويستمران في التجول وهما يقرعان الطبلة قرابة ساعة ونصف قبل أن يعودا إلى المنزل لتناول وجبة السحور كبقية الناس وأداء صلاة الفجر.
ومحمد هو عامل بناء يقول إن عمله يتوقف خلال شهر صيام ويلجأ إلى مهمة المسحراتي كبديل، فيما خالد طالب جامعي ويقول إنه يستمتع كثيرا بمشاركة شقيقه الخروج ليلا من أجل إيقاظ الأهالي لتناول وجبة السحور.
ويؤكد الشقيقان أنهما يؤديان مهمة المسحراتي كمتطوعين لكن ذلك لا يمنع من الحصول على مبالغ مالية كرما من الأهالي عرفانا بجهدها معهم طوال أيام شهر رمضان.
ويعد أمر دارجا أن يتحصل المسحراتي في قطاع غزة على ما يتفضلون به الأهالي عليه من مال على شكل "عيدية" في آخر ليلة من شهر رمضان عند تأكد ثبوت حلول عيد الفطر أو في أول أيام العيد.
وعادة ما يحمل شهر رمضان الكثير من فرص العمل الموسمية المرتبط به خصوصا وهي تشكل نافذة أمل ولو مؤقتة لكثير من لعاطلين عن العمل في قطاع غزة.
ومن هؤلاء الشاب سعيد حرز الله في نهاية العشرينات من عمره الذي يقيم بسطة أمام منزله منذ أول أيام شهر رمضان لإعداد حلوى القطايف ويساعده بذلك اثنين من أشقائه.
ويقول حرز الله لموقع "بوابة اقتصاد فلسطين"، إنه يعاني من البطالة منذ عامين رغم أنه خريج جامعي منذ أربعة أعوام وكل ما أتيح له من فرص عمل منذ ذلك الوقت هو دورتي بطالة مؤقتة في مناسبتين لا تزيد فترتها عن ثلاثة أشهر.
ويضيف أنه لجأ منذ رمضان العام الماضي في استغلال اتقانه إعداد القطايف في توفير فرصة عمل له خلال الشهر الفضيل علما أنه تعلم ذلك من أحد أقاربه الذي لديه محلا تجاريا مخصصا ببيع الحلويات.
ويصف حرز الله شهر رمضان بأنه شهر خير ورزق على كل الناس وطقوسه تأتي في صالح الكثير من الشبان أمثاله ممن تقطعت بهم السبل في العثور على فرصة عمل دائمة.
ويعاني قطاع غزة الذي يقطنه أكثر من اثنين مليون مواطن من حصار إسرائيلي مشدد منذ منتصف عام 2007 إلى جانب تداعيات سلبية لاستمرار الانقسام الفلسطيني الداخلي منذ ذلك الوقت.
ودفع الحصار وتعرض قطاع غزة إلى ثلاثة حروب إسرائيلية متتالية إلى أن تصبح البطالة فيه من الأعلى عالميا بحيث تجاوزت أكثر من 43% من مواطنيه، وارتفاع معدلات الفقر لأكثر من 65%.
وعند حلول ساعات عصر كل نهار في رمضان يتخذ الشاب محمود طافش مكانه المعتاد يوميا في ساحة (فلسطين) الرئيسية في غزة لبيع عصير الخروب الطازج الذي يحظى بمكانة كبيرة لدى سكان غزة في رمضان.
ويقول طافش (27 عاما) وهو يقف خلف عربة خاصة ببيع الخروب، إنه يعمل في رمضان في هذا المجال منذ ستة أعوام ويحظى بعائد مالي جيد على مدار الشهر الفضيل بما يمثل أضعاف ما يجنيه في أي شهر أخر من العام.
ويوضح طافش أنه يعمل في مجال النجارة مع والده لكن عملهم تضرر وتراجع بشدة على مدار سنوات الحصار وتدهور الأوضاع الاقتصادية إلى جانب منعهم من تصدير منتجاتهم إلى خارج قطاع غزة.
ويضيف أنه لم يعثر على مجال أخر يعمل به إلا أن شهر رمضان يحمل ميزة خاصة توفر للكثير من العاطلين أو محدودي الرزق فرصا أفضل لكسب الرزق.
وفي الساحة التي توصل إلى عدة أسواق تجارية يمتهن الكثير من الشبان مجالات عمل متنوعة مثل بيع أنواع المخللات والتمور إلى جانب فوانيس زينة رمضان وكلها مهن تعد مرتبطة بالشهر الفضيل.
ويقول أستاذ الاقتصاد في جامعة "الأزهر" في غزة معين رجب إن شهر رمضان يتميز بزيادة الطلب على الشراء من المستهلكين ولديه خصوصية عالية في مجال نوعية السلع التي يزداد عليها الطلب.
ويضيف رجب لموقع "بوابة اقتصاد فلسطين"، أن هذه الخصوصية في التضاعف الكبير لطلب سلع معينة يفتح المجال لتنشيط حركة الأسواق وبالتالي خلق المزيد من فرص العمل التي تندرج في إطار الموسمية.
ويشير رجب إلى أن شهر رمضان يتميز بأنه يقابل بسخاء من المستهلكين وبالتالي ينتظره البائعون بفارغ الصبر كونه يساهم في النشاط الاقتصادي وينعكس إيجابيا على النمو الاقتصادي وزيادة فرص العمل والأجور الإضافية الناشئة عن المناسبة.