مشروع الـBiogaz من الجبريني ينتج الكهرباء من روث الحيوانات
أنصار اطميزه | خاص بوابة اقتصاد فلسطين
لتفادي الآثار البيئية الناجمة عن مزارع الأبقار التابعة لشركة الجبريني للألبان والواقعة في المنطقة الشمالية من مدينة الظاهرية جنوب الخليل كان لابد من البحث عن طريقة للتخلص من روث حوالي 1200 بقرة بطريقة صحية، خاصة بعد شكاوى للمواطنين القاطنين في المكان.
جهود خبراء فلسطينيين وأوروبيين تمخضت عن مشروع يسمى "Biogaz" يحول بدوره روث الحيوانات بعد معالجتها إلى طاقة كهربائية تضخ في شبكات توزيع الكهرباء.
وفي حديث خاص مع الدكتور ماهر مغالسة المدير الفني للمشروع أوضح أن فكرة "Biogaz" تقوم على معالجة حوالي 30 طن من روث الحيوانات تحت ظروف ودرجات حرارة معينة مدة 26 يوما في كل دورة، ينتج عنها مواد عضوية غنية بالنيتروجين وخليط من الغازات أهمها غاز الميثان الذي يستخدم مباشرة لتوليد الطاقة الكهربائية.
وأشار مغالسة إلى أن المولد مصمم لتوليد 1 ميجا واط كمرحلة أولى، وينتج الآن حوالي 380 كيلو واطالساعة في المرحلة التجريبية يتم سد حاجة المزرعة من الكهرباء ويضخ ما تبقى منها عبر الشركة الناقلة إلى شبكة التوزيع المتوسط التابعة لشركة كهرباء الجنوب فرع الظاهرية بحوالي 360 كيلو واط وقد ضخ المشروع حوالي 32830 كيلو واط منذ بدء التوليد حتى إعداد هذا التقرير.
وعن بدايات المشروع قال مغالسة إن الفكرة بدأت في العام 2014 على أن يتم تنفيذه خلال سنتين وبالفعل تم انجاز المشروع والبدء بتشغيله في شهر 7 للعام 2016 بعد اجتياز كافة الاختبارات والحصول على التراخيص اللازمة من قبل سلطة الطاقة وغيرها.
وما يزيد من أهمية المشروع هو استغلال المواد العضوية الغنية بالنيتروجين الناتجة من معالجة الروث واشتخدامها كسماد طبيعي مفيد للزراعة خالٍ من الروائح الكريهة بعد إجراء البحوث اللازمة عليه، وهو ما تسعى شركة الجبريني لتسويقه في المرحلة القادمة بحسب مغالسة.
من جانبه أكد بهجت جبارين من سلطة البيئة أن مشروع شركة الجبريني "Biogaz" هو مبادرة بيئية على مستوى وطني بحيث يتم يتم التخلص من مشكلة بيئية بطريقة صديقة للبيئة والحصول على طاقة كهربائية إضافية وهو مايزيد من أهمية هذه المشاريع.
إلا ان المشروع لم يدخل ايرادات مالية على الشركة حتى الآن لان ما يضخه في شبكة الكهرباء مجاني لعدم اكتمال الاجراءات التعاقدية مع الشركة الناقلة وهو ما يعزيه مغالسة إلى أن الحكومة لم تضع تسعيرة للكهرباء الأمر الذي يوقف استكمال اجراءات العقد.
من جانبه فؤاد العملة مدير عام التخطيط والمعلومات في وزارة الطاقة أكد أن المشروع مبادرة شخصية تقدر لشركة الجبريني وأن أي مشكلة مع الشركة الناقلة يجب أن تحال إلى مجلس تنظيم قطاع الكهرباء لوضع الأمور في إطارها القانوني والإداري وإنصاف حقوق الطرفين.
وأضاف العملة أن قانون الطاقة المتجددة ينظم آليات التعامل مع كافة مصادر الطاقة المتجددة من حيث وضع حدود لكمية الانتاج وبناء عليه يتم اعتماد نظام ما بين الشركة المنتجة للطاقة والشركة الناقلة.
أما بهاء قيسية مدير فرع الظاهرية لشركة كهرباء الجنوب أكد على أن الشركة ملزمة بتسديد المستحقات المالية المترتبة عليها والتي تقرها سلطة الطاقة بمجرد تنظيم هذا القطاع خاصة أن مشروع الـ "Biogaz" من شأنه في المرحلة الأولى أن يوفر 50 ٪ من الأحمال التي تستهلكها الظاهرية في النهار حيث تستهلك 2 ميجا واط وهو ما يقلل الاعتماد على القطرية الإسرائيلية.
وأشار أن الشركة على استعداد لتوقيع أي اتفاقية بنفس سعر الشراء من القطرية الإسرائيلية، إلا أنه طالب بوضع آلية لكيفية سداد المستحقات المالية وضمانات الحكومة في هذا الجانب خاصة أن شركات الكهرباء لاتحصل كافة مستحقاتها المالية من المواطنين.
من جانب آخر فإن مغالسة لا يرى أن هذا المشروع هو استثماري بالمعنى الذي يعتقده آخرون بدليل أنه لم يدخل ايرادات مالية حتى الآن ولا تزال الشركة تدفع من ميزانيتها للمشروع خاصة أنه يحتاج لصيانة وتجديد آلياته ومعداته بشكل دوري واستيرادها من ألمانيا وما يترتب على ذلك من معيقات من الجانب الاسرائيلي لادخال هذه المعدات.
يذكر أن مشروع الـ "Biogaz" يشغّل حوالي 6 أيدي عاملة كمرحلة أولى .
كما يذكر أن شركة الجبريني للألبان هي شركة فلسطينية مقرها مدينة الخليل تعمل منذ 50 عاما وحاصلة على شهادة الاشراف الصادة من مؤسسة المواصفات والمقاييس وشهادة الجودة الفلسطينية التي تعنى بتطوير برامج الجودة الشاملة.