الرئيسية » الاخبار الرئيسية » في دائرة الضوء »
 
16 أيلول 2021

مشروع إدارة النفايات الطبية في قطاع غزة يرى النور بعد سنوات من الدراسة والتخطيط

"موظف يقوم بوضع النفايات الطبية في جهاز الميكرويف، تصوير: شريف سرحان".

حمزة خليفة- بوابة اقتصاد فلسطين: لطالما كانت قضية التخلص من النفايات الطبية في قطاع غزة أمراً بالغ الخطورة، نظراً لما تشكله من خطر صحي على الإنسان كونها قد تكون ناقلة للعدوى، وما تشكله من تلوث بيئي، حيث تتسبب طرق التخلص منها في انبعاث موادٍ كيماوية وغازات خطيرة ومُسرطنة، تشكل خطراً آخر على حياة سكان القطاع.

الآن، وبعد سنوات عديدة من الدراسة والتخطيط، نجح برنامج معالجة النفايات الطبية في قطاع غزة أخيراً في الحصول على تمويل ليرى النور، حيث تم بناء مقر دائم لمعالجة النفايات الطبية مجهز بشكل كامل.

وفي حديثنا مع هالة عثمان مديرة البرامج في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) أوضحت أن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي يقوم منذ عام 2019 بتنفيذ عدة مشاريع متكاملة من أجل تحسين معالجة النفايات الطبية في قطاع غزة، وبتمويل كريم من الحكومة اليابانية والحكومة النرويجية والصندوق الإنساني التابع للأمم المتحدة في دولة فلسطين، بلغت قيمته 3,354,000 دولار، وتم هذا المشروع بالشراكة مع وزارة الصحة ومجلسي خدمات النفايات الصلبة في محافظات قطاع غزة.

وأضافت: "قام البرنامج بداية بتدريب آلاف الكوادر الطبية على التعامل وفصل النفايات الطبية المعدية، كما قام بتوريد جهازي "ميكروويف" تم إدخالهم لأول مرة للقطاع بسعة 2.5 طن مجتمعين".

ويقوم الجهازان بفرم وتعقيم النفايات الطبية، ليتم معاملتها فيما بعد كأي نفايات عادية، الأمر الذي من شأنه تقليل نسب العدوى داخل المستشفيات، والحفاظ على الصحة العامة من خلال التوقف عن حرق هذه النفايات والتخلص منها بطرق مضرة للبيئة.

وأظهرت هالة عثمان في حديثها مع "بوابة اقتصاد فلسطين" إن البرنامج ساهم في بناء مقر دائم لمعالجة النفايات الطبية، وتوريد آليات ومعدات للمستشفيات منها 15 جهاز "أوتوكليف" لتعقيم النفايات بشكل مبدأي داخل المستشفيات، بالإضافة لصناديق فرز وتجميع للنفايات لصالح الشركاء المحليين كالبلديات والمجلس المشترك لإدارة النفايات الصلبة، لتساهم في تسهيل فصل هذه النفايات ونقلها إلى المقر الدائم والتخلص منها بطريقة آمنة.

وحول أهمية هذا المشروع، أكدت عثمان أن قطاع غزة كان بحاجة كبيرة لمثل هكذا مشروع، فقبل جائحة كورونا كان يتم إنتاج ما يقارب على 1,700 كجم من النفايات الطبية يومياً في القطاع، أما بعد الجائحة فيصل حجم النفايات يومياً إلى حوالي 2,200 كجم.

وتابعت: "كان يتم التخلص من هذه النفايات بالطرق القديمة ومنها الحرق داخل المستشفيات، والتي تؤثر على البيئة وتلوثها، كما وأنه في كثير من الأحيان لم يكن يتم التخلص منها بالطريقة الصحيحة، مما قد يُعرض الطواقم الطبية والمواطنين لزيادة خطر العدوى، وقد برزت أهمية هذا المشروع خلال انتشار فيروس كوفيد-19، حيث أن التخلص من النفايات الطبية بصورة صحيحة يُقلل من فرص العدوى في المرافق الطبية وغيرها".

وعن الآثار الاقتصادية للمشروع، قالت إن تنفيذ هذه المشاريع ساهم في خلق فرص عمل دائمة ومؤقتة، فعلى سبيل المثال، تم توظيف عدة عمال ومهندسين داخل المبنى الدائم للنفايات الطبية في منطقة جحر الديك، وضمنهم من تم توظيفهم ضمن برنامج العمل مقابل النقد الذي ينفذه برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.

هذا ويسعى برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لتحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والصحية في قطاع غزة، ويعمل على حشد الممولين من أجل خلق المبادرات الصحية التي تساهم في الحفاظ على الصحة العامة والحفاظ على البيئة في قطاع غزة.