الرئيسية » منوعات »
 
16 أيلول 2020

الاقتصاد الأخضر وأزمة كورونا، كيف أدت الأزمة لدعم الاقتصاد البيئي!

مترجم- بوابة اقتصاد فلسطين

في مقال نشره ديفيد دريل، كاتب عمود مقالات للواشنطن برس، يتحدث عن علاقة وباء الكورونا بتعزيز ثقافة الاقتصاد البيئي (الأخضر)، ويربط بين الأحداث الأخيرة من الوباء والحرائق المنتشرة في الساحل الغربي للولايات وبين الثقافة البيئية وتغيير اسلوب العيش والعمل.

يرى الكاتب أن هناك ارتباطا جوهريا بين الحرائق والوباء، إذ أن المناخ نظام معقد. وعلى الأنسان الحد من تأثيره على الاحتباس الحراري. يقوم قادة الشركات الكبرى في العالم وأغنى المستثمرين بالاهتمام بمستويات الكربون في الغلاف الجوي والعمل على تقليل بصمت شركاتهم الكربونية إلى الصفر، والتعهد بزراعة ملايين الأشجار والغابات. حتى دخلت جائحة الكورونا في الصورة، الذي انتشر بينما كان يتم الاتفاق على هذه الالتزامات الكبرى في جبال الألب السويسرية. لكن الاغلاق الاقتصادي الذي سببه الوباء، أدى لاغلاق شوارع المدن الكبرى، التي تزدحم عادة بالمركبات التي تنفث الكربون، وتركها مهجورة. وساد الهدوء السماء، التي عادة ما تكون مزدحمة بطائرات تنفث الكربون. وأصبحت أبراج المكاتب والفنادق، التي عادة ما تكون مكتظة بالأشخاص الذين يضيئون الأنوار، والنقر عبر القنوات وتشغيل آلات صنع القهوة ، فارغة مثل المقابر في الجيزة.

يقدر الخبراء أن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية يمكن أن تنخفض بنسبة غير عادية من 8 إلى 10 في المائة هذا العام مقارنة بعام 2019، وذلك بفضل فترة التوقف التي سببها الوباء في جميع أنحاء العالم. وكان هذا لفت نظر الشركات المهتمة بالمناخ والتي تسعى إلى خفض استهلاك الوقود الأحفوري.

أما بالنسبة للشركات الكبرى التي أصبحت تعتمد على التقنيات الحديثة لعقد اجتماعاتها، والتي قللت من تكاليف السفر والتنقل لكبار مدرائها، فقد استفادن كثيرا من هذا التقليل الذي ظهر في أرباحها النهائية، وكما تعزز موقعها بين الشركات التي تنتج انبعاثات منخفضة، ولن يكون لدى هذه الشركات أي سبب للعودة إلى الأساليب القديمة. ويقدر الكاتب أنه بعد الجائحة، ستقلل الشركات من نفقات السفر والحجوزات الفندقية واستئجار السيارات.

كما وجد استطلاع حديث أجرته شركة الاستشارات العملاقة McKinsey & Co أن 80 في المائة من الشركات تعتقد أن هيكل و "إيقاع" السفر والاجتماعات سيتغيران بشكل دائم بسبب فيروس كورونا. وأن ثلاثة من كل أربع شركات ستبدأ بالاعتماد أكثر على التكنولوجيا لأداء "العمليات الأساسية".

ما كان يمكن لأي شركة فردية إجراء هذه التغييرات بمفردها دون التعرض للمشاكل. لكن الفيروس دفع الجميع للقيام بهذه الاجراءات الجذرية دفعة واحدة في جميع الصناعات. لا شك أن الاقتصاد الجديد قد سبب خسائر كبيرة، أبرزها للفنادق وشركات الطيران والمطاعم. لكن هناك فائزون أيضًا، بما فيها الشركات التي تدعو وتعد بالتحول إلى بيئة خضراء ولم يدركوا أنهم سيحتاجون جائحة لمساعدتهم على القيام بذلك.

المصدر: واشنطن بوست

مواضيع ذات صلة