الرئيسية » الاخبار الرئيسية » رواد الإقتصاد »
 
14 نيسان 2019

العسيلي .. رجل الاعمال الذي أصبح وزير الإقتصاد في الحكومة 18

 بوابة اقتصاد فلسطين- حسناء الرنتيسي

أدى خالد العسيلي، يوم السبت 13 نيسان/ أبريل 2019، اليمين القانونية أمام الرئيس محمود عباس، وزيرا للاقتصاد الوطني، في الحكومة الفلسطينية الثامنة عشر برئاسة محمد اشتية.

العسيلي رجل أعمال سبعيني بعمره، عشريني بطاقته وعطائه، هو ابن مدينة الخليل ومن أبرز أعلامها، أيقن منذ طفولته أن مكانه وكرامته على أرضه فقط، فدرس في الخارج وعاد لمسقط رأسه ليملأ مكانه ويترك بصمته على خارطة الوطن.

درس العسيلي إدارة الأعمال في القاهرة ليتخرج عام 1970. هو أب لثلاثة شباب وفتاة، نشأ بين عشر أخوة وأخوات، يفخر بأن تمكن والده من تعليمهم جميعا ليحصلوا على الشهادة الجامعية في تخصصات مختلفة، ولم يكن التعليم الجامعي بتلك البساطة كما هو الحال اليوم حسب قوله.

من محل صغير لوالده انطلقت بدايات العسيلي وأخوته، فمنذ نعومة أظفاره كان يذهب ليساعد والده في ورشته الصغيرة، وكان هذا درسه الأول في طريقه نحو النجاح والتميز، وكما يقول "ما يأتي بسهولة يذهب أيضا بسهولة".

أصغر عضو البلدية

عام 1976 ترشح العسيلي في انتخابات مجلس بلدية الخليل، وتم انتخابه ليصبح أصغر عضو بلدية.

عندما كان في المرحلة الجامعية عام 1968 أنشأ وعائلته شركة للأدوات المنزلية، وهي كانت نقطة الانطلاق للسوق، وعند إنهاء دراسته الجامعية قام بعدة محاولات لانشاء شركة للإسمنت الجاهز في مدينة بيت لحم.

في أواخر الثمانينات أسس شركة للمقاولات، وفي بداية هذا المشروع عمل أكبر مشروع وهو المستشفى الأهلي في الخليل، وهي الان من أنحج الشركات الفلسطينية.

وقد شارك العسيلي في تأسيس شركة "ايبك" وتم خلالها شراء شركة "نابكو" .

بعد اتفاقية باريس تم الإتفاق على استيراد الإسمنت بما يعادل 150الف طن في السنة من مصر والأردن وما تبقى يتم استيراده من إسرائيل، لكن نظراً لاشتراط الحصول على الموافقة من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي تم إنهاء مشروع كان مخطط له وهو انشاء مصنع للاسمنت.

محاولة أخرى خاضها العسيلي لعمل أول بنك في فلسطين، لكن بسبب الرفض الاسرائيلي للفكرة ومن ثم موت رجل الأعمال ظافر المصري كمؤسس شريك فشلت المحاولة.

في عام 1987 قام العسيلي بإنشاء شركة العسيلي للتجارة والمقاولات، وتعتبر حتى الان من أنجح الشركات في مجالها، وبعدها شارك في تأسيس مصنع الاتحاد للإسمنت، ويليه شركة المشرق للتأمين، وجلها كانت مشاريع بالتشارك مع قطاعات أخرى.

وعند مجيء السلطة الوطنية الفلسطينية شارك العسيلي بتأسيس شركتي بالتل للاتصالات والتي عمل في بداياتها في مجلس الإدارة، وحتى الان ما زال يملك أسهما فيها.

والشركة الثانية هي شركة جوال التي شارك فيها كل من رئيس الشركة حاتم الحلواني، وشكري بشارة وزير المالية ومحمد رشيد الذي كان مستشار الرئيس في المؤسسة، والدكتور محمد مصطفى مديرا عاما للشركة.

وبعدها شارك العسيلي بتأسيس شركة يونيبال بالتعاون مع أربعة رجال أعمال.

ومن ثم اشترى العسيلي مصنع نابكو للألمنيوم، والذي كان متعثرا، ورأسماله كان 100 الف دينار اردني، استثمر فيه 7 مليون دينار. ومن بعدها شركة سنيورة التي أنعش اقتصادها، والان موجودة في البورصة الأردنية والفلسطينية وشركة إبيك، وشركة أدوية، بالإضافة إلى مول برافو في مدينة رام الله بإدارة ولده زهير لعسيلي، ثم شركة سكاي للإعلانات بالتعاون مع شركة الاهرامات المصرية والسلطة الفلسطينية.

واستمرت مسيرة العسيلي ونشاطه الاقتصادي بتأسيسه شركة غزة لتوليد الكهرباء، والتي كانت ضمن القطاع العام.

وفيما يتعلق بالقطاع الخاص فقد أسس العسيلي شركات عدة لعائلته، منها الشركة المتكاملة والتي تعمل على التوريد للسلطة الفلسطينية والأمن من خلال توفير معظم الاحتياجات من خلال اللجنة المركزية للعطاءات، وشركة "أوسيل" للاتصالات والهواتف، وشركة "إكسلنت" للمواد الكهربائية.

وشغل العسيلي عضو مجلس إدارة في "سلطة النقد الفلسطينية"، بالإضافة إلى هيئة التقاعد الفلسطينية، وهو عضو مجلس أمناء في الجامعات الفلسطينية والأردن.

وبعد استقالته من منصب نائب بلدية الخليل حصل على رئاسة بلدية الخليل، وخلال رئاسته للبلدية عمل عدة مشاريع خلال 6 سنوات شغلها بمنصبه داخل البلدية، وكانت مجمل المشاريع قدمها تقدر قيمتها الاجمالية بـ 200 مليون دولار في المحافظة.

ويرى العسيلي أن الأفق متسع تماما أمام الابداع والابتكار، وخلق الفرص في السوق الفلسطيني، ويرى أن الأجواء السياسية ومعيقات الاحتلال لا يجب أن تحد من طموح الشباب ودوره الريادي. وأشاد العسيلي بإنجازات الشباب في الوقت الحالي، وبالمشاريع الصغيرة والعصرية التي يبتكرونها رغم المحبطات المحيطة.

ويجزم العسيلي أن الوضع الاقتصادي الفلسطيني أفضل من سواه من دول الجوار، داعيا الشباب لوضع أهدافهم وخططهم للانطلاق نحو المستقبل وتنفيذ مشاريعهم وأفكارهم الخلاقة، ويكون ذلك بالثقة بأنفسهم وبقدراتهم، والأهم من ذلك اليقين أن نجاحهم يكون على أرضهم وفي بلدهم، وغير مرتبط بالهجرة للخارج.