الرئيسية » الاخبار الرئيسية » في دائرة الضوء » الاخبار الرئيسية »
 
30 تموز 2015

90% من قمحنا غير فلسطيني

الخبز، الذي يمثل عنصرا غذائيا أساسيا في المجتمع الفلسطيني مصنوع من القمح المستورد، فـعشرة بالمئة فقط هو حجم إنتاجنا المحلي (غزة والضفة الغربية) من القمح رغم ما تتميز به فلسطين من تنوع مناخي وبيئة زراعية مناسبة.

\

رام الله- بوابة اقتصاد فلسطين | حسناء الرنتيسي- "خلي قمحك بلدي وخلي خبزك طابون".. حملة أطلقها المزارع عارف دراغمة (41 عاما) من الأغوار منذ العام 2012 وما تزال مستمرة حتى الآن، لتشجيع زراعة القمح وتناول رغيف الخبز المحلي.

وبينما يجتهد المزارع والناشط دراغمة الذي ورث الفلاحة عن عائلته، في تطوير قطاع زراعة القمح، فان ذلك لا يمكن تحقيقه إلا في ظل خطوات حكومية موازية تتمثل في وضع سياسات والبدء بتنفيذها فورا لتحقيق ولو جزء بسيط من الاكتفاء الذاتي في إنتاج القمح.

وتتنج الضفة الغربية وقطاع غزة 10 % من احتياجات المواطنين من القمح في حين يُغطى النقص عبر الاستيراد، وفق إحصاءات الجهاز المركزي لعام 2010.

ويبلغ إجمالي مساحة المحاصيل الحقلية المزروعة في الضفة الغربية وقطاع غزة نحو 242 ألف دونم منها 42.2% (102,124 دونما) مزروعة بالقمح. ويحقق إنتاج القمح عائدا اقتصاديا يبلغ حوالي 106.7 ملايين شيقل من الإنتاج الموسمي للقمح ككل، كحبوب وقش. وجزء من إنتاج القمح يعاد بذاره، وجزء منه يحول لـ "فريكة".

\

بين المزارع والتاجر

يقول دراغمة إن هناك العديد من العقبات التي تقف أمام مزارعي القمح، لكن أهمها المنافسة غير العادلة من الخارج التي ساهمت في إجبار الكثيرين على مغادرة هذا القطاع نظرا لارتفاع تكاليف إنتاجه محليا.

بينما رأى بسام ولويل رئيس اتحاد الصناعات الغذائية الفلسطينية، مدير عام شركة مطاحن القمح الذهبي، أن استيراد القمح في الوضع الفلسطيني المتاح هو أقل تكلفة من زراعته. وعزا ذلك لنقص المساحات والمناطق الممطرة، مشيرا إلى أن زراعته غير مجدية: "ولو زرعنا كل فلسطين لما غطينا معظم احتياجاتنا من القمح".

واستشهد ولويل بالسعودية التي حاولت أن تزرع القمح لكنها وجدته مكلفا جدا، فتحولت للاستيراد، كما أشار لتجربة إسرائيل التي تستورد أيضا القمح، حيث تنتج 100 طن من القمح، بينما تحتاج مليون طن سنويا.

لذلك، دعا ولويل إلى توجيه الأنظار نحو زراعة الفواكه بدلا من القمح "نحن نستورد من إسرائيل أصنافا من الفواكه بأسعار مرتفعة، والأجدى أن نقوم نحن بزراعتها بحكم الظروف الجوية والطبيعة ذاتها"، وفق تعبيره.

\

وزارة الزراعة: لن نغطي أكثر من 30%

وفي محاولة لدعم مزارعي القمح "القلة"، قالت مدير دائرة المحاصيل الحقلية في وزارة الزراعة، أسمهان غروف إن الوزارة تسعى  لحل تلك المشاكل من خلال عقد اتفاقية بين المطاحن والمزارعين لإنصاف القمح المحلي، لكنها رفضت الكشف عن تفاصيل تلك الاتفاقية.

وكانت وزارة الزراعة أعلنت في وقت سابق عن برنامج إصلاحي مدته ثلاث سنوات لزيادة إنتاج القمح من خلال إدارة التربة وحراثتها وإدارة منتجات المحاصيل وإتباع "الدورة الزراعية" وإدارة المحصول عن طريق التعشيب والتسميد. لكنها أكدت أنه حتى لو تم العمل في هذا البرنامج في كافة الأراضي الصالحة للزراعة البعلية لا يمكن أن نغطي 30% من استهلاكنا. يتحدث مجدي عودة مدير زراعة محافظة طوباس.

وعلى ما يبدو يعتبر ذلك سببا وجيها في عدم "الاهتمام الكبير" في هذا القطاع.

\

معيقات إضافية

رغم "انقلاب الموازين" الذي حصل هذا العام على زراعة القمح حيث كان وفيرا على غير عادته إذ أنتج الدونم من القمح 100-300 كغم، إلا أن المزارع دراغمة يخشى من أن يعكر الاحتلال فرحته.

وهنا، عاد دراغمة إلى المشاهد الصعبة التي عايشها، كغحراق قوات الاحتلال الإسرائيلي 3 آلاف دونم من محاصيله خلال تدريباتهم العسكرية وأيضا قيامهم مؤخرا بتوزيع إخطارات لاهالي الاغوار تدعوهم لاخلاء منازلهم.

إضافة إلى ذلك، يعاني دراغمة من سيطرة الاحتلال على ينابيع ومصادر المياه في المنطقة، ما أدى إلى تحول الزراعة لزراعة بعلية.

وعدا عن معيقات الاحتلال، يأتي معيق تذبذب الأمطار الذي يؤثر على كمية الانتاج، حيث تختلف حاجة أصناف القمح للمياه من نوع لآخر ومن منطقة لأخرى. وهناك عائق ثقافة المزارعين في طريقة تخزينهم للقمح، حيث يعتمدون الطرق التقليدية في التخزين، فعندما يستخدمون هذه البذور تكون اصيبت بالفطريات بسبب طريقة التخزين الخاطئة، ما يؤدي لانتاج أقل، تتحدث غروف.

وهناك معيق الأمراض التي قد تصيب محاصيل القمح، كمرض الصدأ. ولمواجهة هذا المعيق، تقوم وزارة الزراعة حسب غروف بإرسال المرشدين للمناطق الزراعية التي يحتمل أصابة الحقول فيها بالأمراض، لِحثّ المزارعين على استخدام أنواع معينة من المبيدات، بعد تشخيص المرض.

وبالعودة لبيانات جهاز الإحصاء المركزي، التي صدر آخرها عام 2007، نجد أن زراعة القمح عانت التذبذب والتراجع. ويشير الرسم التالي إلى المساحة والإنتاج وما أصابها من تغيّر خلال الأعوام 1993-2007:

 

حقائق وأرقام:

·        العائد الكلي لزراعة القمح: 106.685.300 (بالمليون شيقل)

·        العائد الكلي للقمح كحبوب: 54.501.750 (بالمليون شيقل)

·        العائد الكلي للقمح كقش: 52.183.520 (بالمليون شيقل)

·        معدل إنتاج الدونم الواحد من القمح 150-180 كغم.

·        معدل استهلاك الفرد الفلسطيني من القمح حوالي 120 كغم/سنوياً.

·        معدل الإنتاج يقترب من 41 ألف طن سنوياً.

·        الحاجة للقمح تصل إلى 400 ألف طن سنوياً.

 

 

مواضيع ذات صلة